من أول الأنافورا anavora حتى التناول يسموه قداس المؤمنين، كلمة (الأنافورا) كلمة يوناني معناها تقدمة. ونسميها ليتروجيا المؤمنين. كلمة ليتروجيا تعني خدمة عامة تخص المؤمنين. أو نطلق عليها صلوات القداس الإلهي الخاص بالمؤمنين أو نستطيع الآن أن نقول الخاص بالمتناولين.
ينقسم الأنافورا إلى ثلاثة أجزاء (صلوات الأفخارستيا مجموعة الصلوات من بداية الأنافورا حتى القسمة، ثم القسمة وما يليها من صلوات قبلها وبعدها ثم التناول) صلوات الأفخارستيا تنقسم إلى ثلاث أجزاء الجزء الأول نسميه التسبحة السمائية، وهم الثلاث قطع الخاصة بخلقة السمائيين، ثم الثلاث قطع الخاصة بقدوس وهو خلقة الإنسان وسقوطه وخلاصه بتجسد ربنا يسوع المسيح وصليبه وموته وقيامته، ثم التقديس وينقسم إلى ثلاث مراحل التأسيس والأناميسيس أو الذكرى والتحول الذي يحدث للخبز والخمر الذي يحدث لجسد ودم ربنا يسوع المسيح، وهذا هو الجزء الثالث من الصلوات الأفخارستيا وهي الكنيسة في المسيح يسوع وهي الأواشي والمجمع.
تبدأ هذه الجزئية عندما يقول الكاهن الرب مع جميعكم أو حلول الله في وسط المؤمنين. الشعب قبلها يقول رحمة السلام وذبيحة التسبيح وهي آخر جزء بشفاعة والدة الإله... رحمة السلام تعني الرحمة التي انسكبت علينا نتيجة المصالحة التي تمت على الصليب. وذبيحة التسبيح وهي القداس الإلهي صلوات وتسابيح القداس الإلهي التي ترتفع إلى مستوى ذبيحة تقابل ذبيحة المسيح الحالة على المذبح.
الأولى: بداية انكشاف الأسرار يرفع الأبروسفارين procverin ونأخذ اللفافة من على الصينية فيكون القربان أنكشف مع بقاء الكأس مغطاة، بعض الآباء يقولوا أن هذا إشارة إلى ظهور السيد المسيح في قيامته وإعلانه عن شخصه ولكنه كان لا زال لا يمكن اكتشافه إلا إذا هو أعلن عن نفسه كما حدث مع تلميذيّ عمواس ومريم المجدلية. ففيه كشف لكن لا زال فيه سر في حاجات غير معروفه. فانكشاف الأسرار إشارة لاستحقاق المؤمنين أن يروا مثل هذه الأسرار المقدسة.
الثانية: غلق الأبواب بمعنى عزل الكنيسة عن العالم ليس العزل السياسي ولا العزل السلبي لكن بمعنى أن الكنيسة مميزة ليست كبقية العالم. أي أن فكر العالم لا يدخل إلى الكنيسة أسلوب العالم لا يدخل إلى الكنيسة، الكنيسة لها أسلوبها الروحي المتميز، وحتى السيد المسيح قال: "ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا"، ومعلمنا بولس الرسول قال: "لا تُشاكلوا أبناء هذا الدهر"، فهناك الرصيد الكتابي الذي يؤكد أن الكنيسة لها أسلوبها ولها حياتها الخاصة بها، تغلق الأبواب لا يدخل ولا يخرج أحد.
ثالثًا: نزول الستائر التي حول الأعمدة التي حول المذبح، إذا تخيلنا أن هذا هو المذبح وحوله أربع أعمدة وفوقه القبة التي يسموها سموات السموات، مسكن الله والستائر نزولها إشارة إلى أن هذه أسرار مقدسة لا يمكن لأي أحد يراها حتى وإن كانت انكشفت بمعنى أن الأبروسفارين رُفِع واللفافة التي فوق الصليب رفعت لكن لا زال هذا أمر سرائري أو سرى ليس لكل الناس الحق في أن تراها.
وفي قصة عُزيا وهي قصة تابوت العهد المشهورة، مجرد يسند تابوت العهد مات في الحال.
"القديس كيرلس الأورشليمي يقول يليق بنا في هذه اللحظات الرهيبة القدسية أن نرفع قلوبنا إلى العلاء ولا نعود نتطلع إلى الأرضيات حتى تتجه قلوبنا نحو السمائيات، لا بُد أن يكون الإنسان على قدر هذه اللحظات المقدسة، نلاحظ أن الرشومات التي يعملها أبونا في هذه الجزئية رشومات تصاعدية بمعنى أن يرشم الشعب أولًا ثم الشمامسة ثم نفسه ككاهن، إشارة إلى إصعاد القرابين دليل قبولها، حتى أبونا يقول "أرفعوا قلوبكم" فيما يقول "الرب مع جميعكم"، إن كان الله قد نزل في وسطنا فهو محتاج منا أن نرفع قلوبنا أي نسمو بقلوبنا وفكرنا لكي نلتقي بالله الذي حل في وسطنا السمو والعلو لكي نستطيع أن نلتقي به.
ثم الثلاث قطع التي تتحدث عن بداية قصة الخلقة، خلقة السماء قبل الأرض. وتذكر تسع طغمات سماوية: الملائكة ورؤساء الملائكة والرئاسات والسلطات والأرباب والعروش والقوات والشاروبيم والسيرافيم، سطانائيل كان هو الطغمة العاشرة سقط سطانائيل فخلق الله الإنسان لكي يحل محله، وهذا هو سر العداء بين الشيطان والإنسان، لذلك عندما وجد آدم وحواء يعيشون مع الله في الفردوس الأرضي تضايق فأدخل إليهم الموت بحسد إبليس.
أثناء هذه القطع وكما يقول القديس أمبروسيوس نشعر أننا أصبحنا وسط معشر الملائكة والسمائيين، الكنيسة تكون مملوءة ملائكة لكننا لا نراهم.فكم يكون أن الإنسان لا بُد أن يسلك في القداسة وروحانية كي يستحق التواجد بين الملائكة بكل طغماتها.
بعد الثلاث قطع يقول الشعب الشاروبيم يسجدون لك والسيرافيم يمجدونك، تسبحة الشاروبيم والسيرافيم هي قدوس قدوس قدوس رب الجنود السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس.
ثم يقول أبونا أجيوس لكن قبلها يبدل اللفائف يعمل يده على شكل صليب ويترك اللفائف اليد اليمين لفافتها تكون في اليسار واليد اليسار تكون لفافتها في اليمين ثم يبدل اللفافة اللي كانت في اليسار وأصبحت في اليمين مع اللفافة التي فوق الكأس، والهدف من هذا أنها إشارة إلى الملائكة وهم يرفرفون ويسجدون أمام الله وهم يقولون قدوس، أبونا يعملها كتصوير أو وسيلة إيضاح بما يحدث من الملائكة ونحن لا نراهم.
الرشومات التي يعملها أبونا أثناء قوله أجيوس تنازلية إشارة إلى حلول الله القدوس في المكان يرشم نفسه أولًا ثم الشمامسة ثم الشعب. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والكتب الأخرى). كل الرشومات سواء تنازلية أو تصاعدية، التنازلية مع عقارب الساعة والتصاعدية عكس عقارب الساعة، لماذا لأن إصعاد الذبيحة، الذبيحة فوق الزمن، ولكن تسبيحنا نحن الآن ونحن نقول آجيوس مع الزمن لأننا نعيش تحت الزمن.
بعد ذلك الكاهن يُصلى الثلاث قطع الخاصة بخلقة الإنسان وإرسال الأنبياء ثم التجسد ثم تذكار الصليب ونزول السيد المسيح إلى الجحيم من قبل الصليب، يدين المسكونة بالعدل، ويعطي كل واحد كنحو أعماله.
عندما يقول الكاهن تجسد وتأنس يضع يد بخور، لأن بطن الشورية إشارة للسيدة العذراء والجمر الذي في الشورية إشارة للسيد المسيح، كتصوير لاتحاد اللاهوت بالناسوت في بطن العذراء معمل الإتحاد فنضع بخور إشارة للتجسد.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/gjmb2st