St-Takla.org  >   pub_Bible-Interpretations  >   Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament  >   Father-Antonious-Fekry  >   22-Resalet-Botrous-2
 

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص أنطونيوس فكري

بطرس الثانية 3 - تفسير رسالة بطرس الثانية

 

محتويات:

(إظهار/إخفاء)

* تأملات في كتاب رسالة بطرس الرسول الثانية:
تفسير رسالة بطرس الثانية: مقدمة رسالة بطرس الثانية | بطرس الثانية 1 | بطرس الثانية 2 | بطرس الثانية 3

نص رسالة بطرس الثانية: بطرس الثانية 1 | بطرس الثانية 2 | بطرس الثانية 3 | بطرس الثانية كامل

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح

← اذهب مباشرةً لتفسير الآية: 1 - 2 - 3 - 4 - 5 - 6 - 7 - 8 - 9 - 10 - 11 - 12 - 13 - 14 - 15 - 16 - 17 - 18

St-Takla.org                     Divider of Saint TaklaHaymanot's website فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

هذا الإصحاح يرد على التعاليم التي ينادي بها الماديين الذين ينادون بثبات الخليقة ودوامها، أي أن الخليقة هي هكذا منذ الأزل. وجدت هكذا بلا بداية، لم يخلقها أحد. هي أزلية وستدوم إلى الأبد. والرسول هنا يؤكد أن الرب آت في مجيئه الثاني في ملء الزمان، وأن السماء والأرض ستزولان، وهذا دافع لنا حتى نتوب ونعمل أعمالا صالحة. عمومًا فإن تغير الكون حولنا مثل ازدياد البقع الشمسية (انطفاء أجزاء من الشمس نتيجة برودتها). وتحول المواد المشعة إلى رصاص. هذا التغير يفيد ويثبت أن الأرض والكون حولنا يتغير، إذًا هو ليس هكذا منذ الأزل. وهو سيتغير إلى صورة أخرى مع الوقت.

 

آيات 2،1:- هذِهِ أَكْتُبُهَا الآنَ إِلَيْكُمْ رِسَالَةً ثَانِيَةً أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، فِيهِمَا أُنْهِضُ بِالتَّذْكِرَةِ ذِهْنَكُمُ النَّقِيَّ، لِتَذْكُرُوا الأَقْوَالَ الَّتِي قَالَهَا سَابِقًا الأَنْبِيَاءُ الْقِدِّيسُونَ، وَوَصِيَّتَنَا نَحْنُ الرُّسُلَ، وَصِيَّةَ الرَّبِّ وَالْمُخَلِّصِ.

رسالة ثانية = إذًا هي موجهة لنفس الأشخاص الذين وجهت لهم الرسالة الأولى. الأقوال التي قالها الأنبياء.... نحن الرسل... الرب = هذه الآية تشير لوحدة الوحي، "الله ليس عنده تغيير ولا ظل دوران" (يع1: 17)، فما قاله الأنبياء، قاله الرسل وقاله الرب نفسه عن حتمية المجيء الثاني، وعن ظهور معلمين كذبة يسلكون حسب شهواتهم الخاصة، وهؤلاء يشككون في عقيدة مجيء الرب الثاني. بينما أن هذه العقيدة تدفع لتوبة كثيرين.

1. نبوات الأنبياء عن المجيء الثاني مثلًا (ملا5:4) + (يؤ12:3-21).

2. ما قاله الرسل والتلاميذ مثلًا (1تس2:5-4) + (كو4:3).

3. ما قاله الرب نفسه مثلًا (مت26:24-28+31:25) + (مر26:13-36).

 

آيات 4،3:- عَالِمِينَ هذَا أَوَّلًا: أَنَّهُ سَيَأْتِي فِي آخِرِ الأَيَّامِ قَوْمٌ مُسْتَهْزِئُونَ، سَالِكِينَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ أَنْفُسِهِمْ، وَقَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ مَوْعِدُ مَجِيئِهِ؟ لأَنَّهُ مِنْ حِينَ رَقَدَ الآبَاءُ كُلُّ شَيْءٍ بَاق هكَذَا مِنْ بَدْءِ الْخَلِيقَةِ».

قبل مجيء الرب ستنتشر ضلالات كثيرة، ويقوم أناس مستهزئين تدفعهم شهواتهم الخاصة لإنكار مجيء المسيح وإنكار الدينونة والقيامة، وطالما لا دينونة ولا قيامة فلنندفع وراء شهواتنا. ويقول القديس أغسطينوس أنه وراء كل إلحاد شهوة، لكي يهدىء الإنسان ضميره ويستبيح لنفسه أن يفعل هواه. كل شيء باق هكذا = المقصود أنهم يتصورون أنه لن يكون هناك مجيء ثان، ولا نهاية لتلك الأرض، بل أن الأرض موجودة وثابتة هكذا منذ الأزل وستستمر للأبد، وأنه لا خالق لها، بل هي وجدت هكذا. وطالما أنه لا خالق، إذًا فلا دينونة.

والآن قد لا ننكر المجيء الثاني والدينونة، ولكن حرب إبليس ضدنا هي أنه يجعلنا ننسى لحظة الموت أو لا نفكر فيها، بينما أنها قد تكون أقرب مما نتصور.

 

الآيات 5-7:- لأَنَّ هذَا يَخْفَى عَلَيْهِمْ بِإِرَادَتِهِمْ: أَنَّ السَّمَاوَاتِ كَانَتْ مُنْذُ الْقَدِيمِ، وَالأَرْضَ بِكَلِمَةِ اللهِ قَائِمَةً مِنَ الْمَاءِ وَبِالْمَاءِ، اللَّوَاتِي بِهِنَّ الْعَالَمُ الْكَائِنُ حِينَئِذٍ فَاضَ عَلَيْهِ الْمَاءُ فَهَلَكَ. وَأَمَّا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ الْكَائِنَةُ الآنَ، فَهِيَ مَخْزُونَةٌ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ عَيْنِهَا، مَحْفُوظَةً لِلنَّارِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَهَلاَكِ النَّاسِ الْفُجَّارِ.

هذا يخفى عليهم بإرادتهم = الله لا يحجب الحقيقة عن أحد، لكن من أعمت الشهوة عينيه، فهو لا يريد ولا يهتم أن يعترف بالحقيقة، بل هو يفضل تصديق ضلالاته. ولا يريد أن يعترف بكلمة الله المعلنة في كتابه المقدس.

قائمة من الماء = إذ أن الأرض خرجت وظهرت من تحت الماء الذي كان يغمرها (تك9،7:1). وكون أنها كانت مغمورة بالماء ثم ظهرت، إذًا هي تتغير وليست كما يقولون "كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة" (آية 4).

وبالماء = لا حياة بدون ماء. لا حياة لخليقة ما بدون ماء. ولكن هذا الماء استخدمه الله للدينونة، ففي الطوفان أهلك الماء الخليقة. إذًا وراء الخليقة ديان عظيم قادر أن يبيدها وقد فعل هذا مرة وبالماء. الآن نرى أن الخليقة تتغير وليست ثابتة. إذًا وراء هذا خالق يتحكم فيها. بل أن هذا الخالق أهلكها وأدانها يومًا ما.

إذًا الخليقة ليست أزلية، بل هي أيضًا معرضة للدينونة. إن وراء خلق الأرض ووراء هلاكها خالق عظيم وديان عظيم لخليقته.

وهلاك الأرض بالطوفان (فحتى الطيور، هلكت فالماء ارتفع فوق الجبال 15 قدمًا) وكان هذا نموذج لهلاك الأرض مرة أخرى في أيام النهاية ولكن سيكون ذلك بنار الدينونة = محفوظة للنار هذا الإهلاك بالنار أيضًا قد تم سابقا في سدوم وعمورة، وليس غريبا أن يحدث لكل العالم يومًا ما.

وكما تجددت الخليقة بعد الطوفان، هكذا ستخرج أرض جديدة وسماء جديدة بعد أن تنتهي وتزول السماء والأرض اللتان نعرفهما الآن (رؤ1:21) + (إش17:65).

السموات والأرض.. كانت بكلمة الله... وبالماء... اللواتي بهن العالم الكائن حينئذ(وهذا العالم الذي كان موجودا في ذلك الوقت حين انحرف بعيدا عن طريق الله فاض عليه الماء فهلك. هنا نرى الله يُهلك العالم بالماء، بينما أن الماء به الحياة للخليقة كلها، وبدونه تموت الخليقة. اللواتي بهن = يقصد بكلمة الله وبالماء. هو قرار إلهي أن يفيض الماء ليهلك الأرض. إذن من يقول أن الأرض ثابتة فليذكر أن الله أهلكها قديمًا بالرغم من أن الناس أيام نوح لم يصدقوا هذا. مخزونة = هذه الأرض مخزونة أي ما زال الله يبقيها ويحفظها بكلمته إلى اليوم الذي حدده للدينونة، وسيكون ذلك عن طريق نار تحرقها، ولو أطلق الله الآن هذه النار لأحرقت الكون، لكن الله ما زال حافظا للأرض مخزونة ليوم الدينونة، هي نار الدينونة = لهلاك الناس الفجار. بتلك الكلمة عينها = أي بقرار من الله ضابط الكل. والنار قد تكون نيران براكين ستنفجر يومًا ما، أو نار تهبط من السماء، كما حدث يوم سدوم وعمورة. وقد تكون نيران الأسلحة المخزونة لدى الدول أو أي نيران أخرى يطلقها الله ، لإزالة وإبادة صورة الأرض التي لعنها الله بسبب الخطية. المعنى أن الله لديه وسائل متعددة لإهلاك الأرض وما عليها كالنار بل والماء، فقد كان من وسائل الهلاك الماء الذي به حياة الخليقة. لاحظ أن الرسول يكلم أناسًا ينكرون أن هناك نهاية لهذه الأرض وللحياة عليها، وأن الأمور باقية هكذا منذ بدأ الخليقة وستستمر. ومعنى كلامه أن النهاية آتية بطريقة لا تتوقعونها، فمن كان يتوقع أن النهاية ستكون بالماء يوما ما. ولكن أتى طوفان الماء وأهلك من كانوا لا يصدقون إنذار نوح.

وفي أيامنا هذه كثرت أحكام الله بهذه الطريقة، وهلك البشر بالماء، إما بفيضانات أو بالجفاف نتيجة عدم نزول الأمطار. وما هو أصعب من هذا هلاك الألاف بما يسمى التسونامي tsunami، الذي أهلك في إحدى المرات 300000 نسمة في إندونيسيا.

ولنلاحظ أن الأرض خرجت مرتين من تحت الماء بكلمة الله، خرجت لتحيا بعد موت:-

(1) في بداية الخليقة.

(2) بعد الطوفان.

ولكن ليثبت الرسول لمن يقرأ الرسالة سلطان الله على الخليقة، يظهر هنا أن الماء الذي إستخدمه الله في حياة خليقته، إستخدمه أيضا في هلاكها.

فما حدث يثبت للمتشككين:

(1) أن الله يريد حياة للخليقة.

(2) الله قدوس وعادل يرفض الشر ويدينه بهلاك أكيد.

(3) بعد هلاك الخليقة سيعيد الله الخليقة بصورة جديدة.

 

الآيات 8-10:- وَلكِنْ لاَ يَخْفَ عَلَيْكُمْ هذَا الشَّيْءُ الْوَاحِدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ: أَنَّ يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ، وَأَلْفَ سَنَةٍ كَيَوْمٍ وَاحِدٍ. لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ. وَلكِنْ سَيَأْتِي كَلِصٍّ فِي اللَّيْلِ، يَوْمُ الرَّبِّ، الَّذِي فِيهِ تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا.

هؤلاء الهراطقة يسخرون قائلين.. إن المسيح قال أنه سيأتي ثانية، وهكذا قال الرسل، فلماذا لم يأتي؟ إذن هو لن يأتي. يَوْمًا وَاحِدًا عِنْدَ الرَّبِّ كَأَلْفِ سَنَةٍ = هذه مقتبسة من (مز4:90) ولكن ليس معنى هذا أن الله لا يفرق بين يوم واحد وبين ألف سنة، بل تعني أن الله غير زمني ويحيا خارج الزمن بينما أن الإنسان زمني. ولشرح هذا تصور أن إنسان ألقى نظرة على لوحة مرسومة، فهو لن يعرف أي الأجزاء رسمت أولًا وأيها رسم مؤخرا. هذا هو بالضبط معنى أن الله لا زمني، فالأحداث التي حدثت في الماضي وما تحدث الآن وما سوف يحدث في المستقبل، كلها مرسومة أمامه، واضحة أمامه، هو يعرف الماضي ولا يتعجل حدوث المستقبل.

أما الإنسان فهو زمني لا يعرف المستقبل، وتصور إنسان يشاهد لوحة ترسم أمامه، هو يعرف ما تم رسمه ولكنه لا يعرف ماذا سيرسم في اللوحة بعد ذلك. هكذا الإنسان لا يعرف حقيقة ما تم في الماضي ولا يعرف ماذا سيحدث في المستقبل، وربما هو يتعجله أو هو خائف منه هذا هو موقف الإنسان الزمني.

هذه الفروق بين يوم وألف سنة لا تؤثر على مخططات الله، أما الإنسان فلأنه يحيا ويخضع للزمان فهو يتعجل الأمور. وبهذا المنطق نفهم أن أيام الخليقة ليست يومًا عاديا 24 ساعة.

وإذا كان الله غير خاضع للزمن فلا يجب أن نطلق على تصرفاته التباطؤ، بل هو يعطي بطول أناته فرصة للكثيرين أن يتوبوا.

وبنفس المفهوم فالله وعد آدم وحواء بنسل يخلص البشر، وحواء تصورت أن قايين هو النسل الموعود، ولكن النسل الموعود أتى بعد ألاف السنين، وفي ملء الزمان أي أنسب وقت يراه الله لذلك وبنفس المفهوم يقول السيد في سفر الرؤيا أنا آتي سريعًا (رؤ20:22) ولم يأتي حتى الآن.

والله سيأتي ولكنه سيأتي فجأة كلص في الليل = لذلك علينا أن نستعد.

وكما كانت هناك فترة بين الإنذار بالطوفان ومجيء الطوفان تقدر بحوالي 100-120 سنة، هكذا هناك فترة بين المجيء الأول والمجيء الثاني، هي فترة يمكن فيها التوبة وبعدها لا توجد فرص للتوبة.

تنحل العناصر محترقة = كان هناك اعتراضًا علميا على هذه العبارة بعد أن حدد علم الكيمياء معنى كلمة عنصر. ولكن جاءت التفجيرات الذرية لتثبت إمكانية أن تنحل العناصر محترقة. وكلمة العناصر في أصلها اللغوي تشير إما للعناصر التي يتكون منها الكون أو إلى الأجرام السماوية. المهم أن هيئة هذا العالم ستزول ليخرج منها سماء جديدة وأرض جديدة.

ويوم الرب سيأتي كلص للأشرار، ولكن سيكون يوم عرس أبدي للأبرار.

 

آية 11:- فَبِمَا أَنَّ هذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟

إذا كان الله سيحرق الأرض والسماء، وهي كائنات غير عاقلة، فماذا سيكون نصيب الأشرار الذين يخطئون وهم يعرفون ماذا يفعلون.

 

آية 12:- مُنْتَظِرِينَ وَطَالِبِينَ سُرْعَةَ مَجِيءِ يَوْمِ الرَّبِّ، الَّذِي بِهِ تَنْحَلُّ السَّمَاوَاتُ مُلْتَهِبَةً، وَالْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً تَذُوبُ.

إذا سلكنا في البر لن نخاف من يوم مجيء الرب، بل سننتظر مجيئه بفرح واشتياق قائلين "آمين تعال أيها الرب يسوع" (رؤ20:22).

 

آية 13:- وَلكِنَّنَا بِحَسَبِ وَعْدِهِ نَنْتَظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ.

حين يأتي المسيح سيكون هناك كل شيء جديد (رؤ1:21) + (إش17:65) ويسود البر ولا تعود هناك خطية. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات والتفاسير الأخرى). والسموات الجديدة والأرض الجديدة هي نفس الموجودة الآن ولكن بعد أن تحترق لتختفي صورة اللعنة الحالية، والتي أصابت الأرض بسبب خطية آدم. وبعد أن يعود الله ويشرق بمجده عليها، فتتمجد الخليقة ( راجع تفسير رو8: 18-23).

 

آية 14:- لِذلِكَ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ أَنْتُمْ مُنْتَظِرُونَ هذِهِ، اجْتَهِدُوا لِتُوجَدُوا عِنْدَهُ بِلاَ دَنَسٍ وَلاَ عَيْبٍ، فِي سَلاَمٍ.

هذا الرجاء يدفع الكنيسة للجهاد والمثابرة على أن تحيا في بر وأعمال صالحة، حتى تتحد بعريسها في ذلك اليوم (رؤ2:21).

 

آيات 15-16:- وَاحْسِبُوا أَنَاةَ رَبِّنَا خَلاَصًا، كَمَا كَتَبَ إِلَيْكُمْ أَخُونَا الْحَبِيبُ بُولُسُ أَيْضًا بِحَسَبِ الْحِكْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَهُ، كَمَا فِي الرَّسَائِلِ كُلِّهَا أَيْضًا، مُتَكَلِّمًا فِيهَا عَنْ هذِهِ الأُمُورِ، الَّتِي فِيهَا أَشْيَاءُ عَسِرَةُ الْفَهْمِ، يُحَرِّفُهَا غَيْرُ الْعُلَمَاءِ وَغَيْرُ الثَّابِتِينَ، كَبَاقِي الْكُتُبِ أَيْضًا، لِهَلاَكِ أَنْفُسِهِمْ.

واضح أن رسائل بولس الرسول كانت منتشرة وقد قرأها بطرس الرسول ولنلاحظ الآتي:-

1- بطرس قرأ ما قاله بولس عن توبيخه لبطرس (غل12،11:2) ومع هذا يدعوه أخونا الحبيب. ومن هذا نرى المحبة التي سادت كنيسة الرسل بالرغم من وجود خلافات.

2- في انتظارنا لمجيء الرب علينا أن ندرس الكتاب غير معتمدين على فهمنا الخاص حتى لا نخطئ كما أخطأ هؤلاء، فهناك أقوال صعبة تحتاج لمن يفسرها = أشياء عسرة الفهم.

3- قال بولس الرسول أن طول أناة الله إنما يقتادنا إلى التوبة (رو4:2) = إحسبوا أناة ربنا خلاصا كما كتب إليكم أخونا الحبيب بولس.

4- أشياء عسرة الفهم يحرفها غير العلماء = هذه إشارة إلى:

أ‌. مَنْ فهم أن الإيمان كاف للخلاص فاندفع في طريق الشر متصورا أن إيمانه سيكون كافيا لخلاصه، وعلى هذه الهرطقة، رد القديس يعقوب الرسول في رسالته.

ب‌. على من تصور أن مجيء المسيح على الأبواب فامتنع عن العمل كما فعل أهل تسالونيكي فوبخهم بولس الرسول نفسه في رسالته الثانية لهم.

5- من يسىء فهم الكتاب المقدس ويفسره على هواه، رافضا تعاليم الآباء وتفاسيرهم، فهذا يؤدي به لهلاك نفسه = لهلاك أنفسهم

 

آية 17:- فَأَنْتُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، إِذْ قَدْ سَبَقْتُمْ فَعَرَفْتُمُ، احْتَرِسُوا مِنْ أَنْ تَنْقَادُوا بِضَلاَلِ الأَرْدِيَاءِ، فَتَسْقُطُوا مِنْ ثَبَاتِكُمْ.

فتسقطوا من ثباتكم = هذه تشير لإمكانية سقوط المؤمن بعد أن كان ثابتًا.

 

آية 18:- وَلكِنِ انْمُوا فِي النِّعْمَةِ وَفِي مَعْرِفَةِ رَبِّنَا وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لَهُ الْمَجْدُ الآنَ وَإِلَى يَوْمِ الدَّهْرِ. آمِينَ.

انموا في النعمة = أي في كل فضيلة مسيحية، ليس فقط أن لا تسقطوا بل انموا إلى الأمام، وفي النمو ضمان لعدم الرجوع إلى الوراء (كسيارة تصعد منحدر، إن أبطل السائق المحرك، سترجع السيارة للخلف) فمن لا يجاهد لن ينمو بل ينقص.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

← تفاسير أصحاحات بطرس الثانية: مقدمة | 1 | 2 | 3

الكتاب المقدس المسموع: استمع لهذا الأصحاح


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/pub_Bible-Interpretations/Holy-Bible-Tafsir-02-New-Testament/Father-Antonious-Fekry/22-Resalet-Botrous-2/Tafseer-Resalat-Potrous-2__01-Chapter-03.html

تقصير الرابط:
tak.la/k7kbnk2