محتويات: (إظهار/إخفاء) |
الرسامة طقس الرسامة ملابس الشماس الكامل عدم جواز خلع ملابس الخدمة قبل نهاية القداس: تسليم التقليد للشماس بعد رسامته نص التقليد |
يتم تكريس الشماس بوضع اليد عليه لأنه من الكهنوت ويقول (مجموع القوانين الباب السابع ص 64) "والشماس أيضًا اقسمه واجعل يدك عليه وصل والقسوس كلهم والشمامسة قيام".
وإستعدادًا لقبول هذه الدرجة رتبت الكنيسة منذ العصور الأولى درجتين أقل منهما الأغنسطس والأبودياكون مساعد الشماس.
بعد إختبار المطلوب رسامته شماسًا وتزكيته، يؤتى به إلى الأسقف لرسامته ويسأل الأسقف مقدميه وشعب الكنيسة المزمع رسامته عليها هل هو كفء لهذه الدرجة ومستحق لها وذلك لأخذ شهادتهم علنًا أمام الله وكنيسته بكفاءته وإستحقاقه، لأن الكتاب أمر ألا يقام إلا الأكفاء (2 تي 2: 2) "وما سمعته مني بشهود كثيرين أودعه أناسًا أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضًا"، ولتكون رسامته باتفاق وإجماع الكنيسة رعاة ورعية.
جاء في (كتاب ترتيب قسمة رتب الكهنوت ص 39- 64) "إذا أختير من يقدم شماسًا من الكهنة فمن كان مستحقًا لهذه الخدمة يقدمونه للأسقف (بعد صلاة الصلح) ويشهدون له ويقام بغير تونية أمام المذبح مقابل الأسقف ويحنى ركبته اليمنى على درج المذبح.
يرفع الأسقف البخور ويقول صلاة الشكر ووجهه للشرق:
أيها الرب إله القوات الذي أتى بنا إلى نصيب هذه الخدمة الذي يقيم فهم البشر ويفحص القلوب والكلَى، إسمعنا بكثرة تحننك ونقنا من كل نجاسات الجسد والروح. مزق سحابة خطايانا وظلمنا مثل الدخان، إملأنا من قوتك الإلهية ونعمة إبنك الوحيد وفعل روحك القدوس لنكون مستوجبين لهذه الخدمة التي للعهد الجديد لكي بإستحقاق نستطيع أن نحمل إسمك القدوس ونقف ونخدم كهنوت أسرارك الإلهية. ولا تدعنا نشترك في الخطايا الغريبة بل إمح التي لنا. وامنحنا يا ملكنا أن لا نصنع المائلات، بل أنعم لنا بمعرفة حقيقية لنقول ما يجب ونتقدم إلى مذبحك المقدس، واقبل إليك شماسية عبدك (فلان) الواقف ههنا منتظرًا موهبتك السمائية لأنك صالح وكثير الرحمة لكل الذين يدعونك وقوى هو سلطانك مع إبنك الوحيد والروح القدس الآن... إلخ.
وعن النقل من رتبة الأبوذياكونية إلى رتبة الشماسية يقال ما نصه:-
"نعمة ربنا يسوع المكملة لنقصنا بمسرة الله الآب والروح القدس تحل على (فلان) هذا الذي دخل المذبح المقدس بمخافة ورعدة منحنيًا ورافعًا عيني قلبه إليك يا ساكن السماء منتظرًا مواهبك السمائية، لكي ينتقل من رتبة الأبوذياكونية إلى طقس الشماسية في الكنيسة المقدسة (الفلانية)، صلوا كلكم لكي تحل عليه موهبة الروح القدس بقولنا جميعًا يا رب ارحم".
يلتفت الأسقف إلى الغرب ويضع يمينه على رأسه ويقول هذه الصلاة:-
"أيها السيد الرب الإله ضابط الكل الحقيقي غير الكاذب في مواعيده، الغني في كل شيء لكل الذين يدعونك. إسمعنا إذ نسألك، أظهر وجهك على عبدك (فلان) الذي دفع للشماسية بالشركة وحكم الذين قدموه في الوسط. إملأه من الروح القدس والحكمة والقوة كما ملأت أسطفانوس أول الشمامسة ورأس المتشبه بأوجاع الشهداءالمسيح، زينه بنعمتك وأقمه خادمًا لمذبحك المقدس لكي إذا خدم كما يرضيك في الخدمة التي أؤتمن عليها بغير لوم ولا خطية ليستحق درجة عالية فاضلة وليست النعمة تُعْطَى بأيدينا بل بافتقاد رأفتك ذات الغنَى التي تُعْطَى لِمَن يستحقها، وأنا أيضًا طهرني من كل خطية غريبة واعتقني من خطاياي بواسطة إبنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح هذا الذي... إلخ...
ويقول الأسقف هذه الصلاة أيضًا ووجهه إلى المذبح:
"نعم يا رب إجعله مستحقًا لدعوة الشماسية لكي بإستحقاق من جهة محبتك للبشر يستحق إسمك القدوس ويتعبد لك ويخدم مذبحك المقدس ويجد رحمة أمامك لأن الرحمة والتحنن عندك، وبك يليق المجد أيها الآب والابن والروح القدس الآن... إلخ...
وبعد ذلك يلتفت إلى الشرق على المذبح وهو يصلي هذه الصلاة:
"انظر يا رب علينا وعلى خدمتنا وطهرنا من كل دنس وارسل من السماء إلى أسفل نعمتك على عبدك (فلان) لكي يستحق من قبلك أن يكمل خدمتك بغير لوم ولكي يفوز أيضًا بتحننك مع الذين أرضوك منذ الأبد لأن الرحمة في مسرتك وبك تليق الكرامة مع الكل، مع السجود أيها الآب والابن والروح القدس الآن... إلخ...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ثم يعود يلتفت إلى الغرب ويرشم جبهته بأبهامه وهو يقول:
"قسمنا (فلان) شماسًا على المذبح المُسَمَّى على الكنيسة الأرثوذكسية بالمدينة (الفلانية)، باسم الآب والابن والروح القدس".
ندعوك يا (فلان) في بيعة الله آمين.
والمُرَاد بذلك إشهار رسامة الشماس على الكنيسة التي رسم عليها، والقوانين الرسولية والمجمعية أمرت أن لا يُرْسَم أحد إلا على كنيسة معينة ليكون كل واحد مرتبطًا بالكنيسة التي قبل عليها الشرطونية (اللآلئ النفيسة ص 299 طبعة 1909).
وواضح من القسمة أن خدمته تتعلق بمذبح الكنيسة وقسمنا (فلان) شماسًا على المذبح.
بعدئذ يقدم الشكر لله ويرشمه باسم الثالوث الأقدس وهو إلى الشرق ويصلي هكذا:
"نشكرك أيها السيد الرب الإله الضابط الكل من أجل كل شيء ونسبح اسمك القدوس، لأنك صنعت معنا عظائم نسأل ونطلب إليك يا محب البشر الصالح إسمعنا من قبل تحننك وتقبل الشرطونية (وضع اليد) التي صارت لعبدك من قبل حلول روحك القدوس عليه وقوم دعوة إصطفائه بالطهارة والنعمة التي لصلاحك، لأنك دعوتنا معه إلى الصلاح لنعمل ونأخذ ربح الوزنة، لكي ننال مع كل الذين عملوا مشيئتك منذ البدء أجر الوكيل الأمين الحكيم عند ظهور ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح هذا الذي... إلخ...
بعدئذ يلبسه الأسقف التونية ويضع زنارًا على كتفه الأيسر وهو شريط من الحرير يمر من الكتف الأيسر تحت الأبط. وعند إنتهاء الصلاة يحله الأسقف، إشارة إلى أنه ربط بواجبات لا مَنْدُوحة (مفر) من القيام بها وربط بقوانين كنيسته ولا بد له من إتباعها والعمل بها.
وفي أثناء ذلك يصلي مجدًا وإكرامًا للثالوث المقدس المساوى الآب والابن والروح القدس، سلامًا وبنيانًا للواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية كنيسة الله آمين.
ويختم هذا الطقس البديع بموعظة الشماس(2) وهي:
"هذا عمل خدمة قد أؤتمنت عليه يا إبنى. فيجب عليك الآن أن تكمل ما قد رسم لك وتصنعه فأنت معدود من أولاد إسطفانوس أول الشمامسة – تفتقد شعب الرب. الأرامل والأيتام والمتضايقين وتعين من تقدر أن تعينه وتسد فاقتهم وتكون لهم مثالًا لكي ينظروا أعمالك الحسنة ويتمثلوا بطريقتك، وتكون تابعًا للأسقف أو القسيس أو القديس وتُعرفه بالمتضايقين ليفتقدهم كالحد القانوني- وتكرم من هم أعلى منك في الرتبة، أولئك هم القسوس وليكونوا عندك كالآباء لتستحق أنت الطوبى من القائل أن الذي يخدمني يكرمه أبي، وكما يقول الرسول الطاهر بولس أن الذين يخدمون جيدًا نضع لهم ثقة عظيمة في الإيمان بالمسيح يسوع ربنا.
إفهم مقدار الكرامة التي دُفِعت لك فتحمل الدم الحقيقي المعُطِي خلاصًا للعالم الذي سُلم في يديك، مجدًا لإلهنا ربنا يسوع المسيح آمين.
وورد في (كتاب الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة لزكريا بن السباع الباب السابع والسبعين في رسامة الشماس) ما يلي:
"... يوقفه مكشوف الرأس ويضع رئيس الكهنة عليه اليد ويصلي صلاة الرتبة المذكورة ويطلع به الهيكل وزناره على كتفه ويناوله ملعقة الكأس ليحملها من أول القداس إلى آخره... ثم ينفخ في فمه عند تقربه ويقول له إقبل الروح القدس يا شماس (فلان) على الكنيسة (الفلانية)...
منذ الرسامة يلبس الأسقف الشماس التونية مع الزنار، ومن ذلك تكون ملابس الشماس في الخدمة هي التونية والبطرشيل، أما الذين تقتصر مهمتهم على المردات أثناء القداس الألهى فهم الشعب، وللشعب أن يشترك في التسبيح الجماعي في القداس، وهكذا تكون الكنيسة الواحدة رعاة ورعية صفًا واحدًا عابدة بالروح والحق.
ويُذكر في كل الخولاجيات عن مردات القداس أنها خاصة بالشعب وهو الذي يقولها.
والبطرشيل يتدلى على كتف الشماس الأيسر ثم يمر تحت الإبط ويتدلى ثانية على كتفه الأيسر وهو يُشير إلى أجنحة الملائكة، والتونية البيضاء تشير إلى البرارة والطهارة التي ينبغي أن يكون متحليًا بها.
ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم "لاحظوا الفرح الروحي يا مَن تشبهون أجنحة الملائكة بلباسكم البطرشيل الجميل الذي يوضع على أكتافكم اليسرى".
هذا ويجب رشم التونية والبطرشيل من الكاهن الخادم قبل أن يرتديها الشماس للخدمة في القداس أو التناول.
والشمامسة الصغار يلبسون الآن البطرشيل على شكل صليب من الخلف (اللآلى النفيسة ص 293 عن منارة الأقداس ص 201).
وقديمًا كان يوضع على شكل مثلث الزوايا، إحدى زواياه مدلاة من خلف وطرفاه كالأجنحة نازلان على الكتفين ويعلق في العنق إشارة إلى وظيفتهم التي هي خدمة الله وبها يشبهون الملائكة المعينين للخدمة.
ويطرز البطرشيل للسيد الآب البطريرك برسوم الإثني عشر رسولًا(3).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
لا يجوز لِمَنْ يرتدي ملابس الخدمة من الشمامسة أن يخلعها قبل نهاية القداس، والذي لا يستطيع الخدمة للنهاية فلا يلبس في ذلك اليوم، شأنه في ذلك شأن الكاهن الذي لا يُصَرَّح له مهما كانت الظروف بخلع ملابس الخدمة قبل نهاية القداس.
وقد ذكر التاريخ الكنسي القصة التالية وذكرها السنكسار تحت اليوم الأول من شهر أبيب (تذكار نياحة القديسين المجاهدين بيوخا وبنامون القسيسين. قال عنهما: أنهما كانا قسيسين على كنيسة تونا من أعمال تندا بمركز ملوى وأن أباهما كان ناظرًا لتلك البيعة، فلما قربت نياحته واتفق أن القس بنامون لبس حلة الكهنوت وصعد إلى المذبح ليقدس القربان جاءه الخبر أن أباه قد قارب النياح ويريد أن ينظره. فقال القديس بنامون لحامِل الخبر: "لا أقدر أن أنزع عني حلة القداس قبل الإنتهاء، فإن كان الرب يشاء أن أبصره قبل وفاته فحسنًا، وإلا فلتكن إرادة الله. وهكذا أرسل أبوه يطلبه ثلاث دفوع وكان في كل مرة يجيبه بهذا الجواب، ولما أنتهى من القداس وجد أباه قد تنيح فحزن كثيرًا.
* * *
نلاحظ أن القس لم يَتَعَجَّل قداسه ويصلي بسرعة بدليل تكرار طلبه لرؤية أبيه.
كانت الكنيسة تهتم بهذه الرتبة اهتمامًا كبيرًا –فلا يُقدَم الشماس للرسامة إلا بعد التزكية، ثم يسلم له التقليد بعدها مثل الأساقفة والقسوس، والتقليد عبارة عن إقرار كتابى من الأسقف أو الأساقفة بإقامة المكرس في درجته والتصريح له بممارسة أعمال الكنيسة ويُسَمَّى بالقبطية "تي سيستاتيكي"، أما التزكية التي تكون قبل التقليد فهي عبارة عن إختبار وترشيح من وقعت عليه ثقة الشعب والكهنة لتقليده إحدى درجات الكهنوت وتُسَمَّى بالقبطية "بي إبسيفوس".
وقد عثر على تقليد بالقبطية والعربية بنهرين لشماس تاريخه 1079 ش 1363 م نشره الدكتور كرم Crum للشماس غبريال ميصائيل...
وحفظت لنا المخطوطات تقاليد أخرى أعطيت من الأساقفة للقسوس والشمامسة.
ورد في (مجلة نهضة الكنائس لسنة 1954 عدد 6 - ص 168- 174) تقليد للشمامسة وموجود بمخطوطة رقم 316 بالمكتبة الأهلية بباريس، تقليد بشكل درج مستطيل من أنبا غبريال البطريرك 95 (1525- 1571م) إلى الشماسين الشيخ المعلم يوحنا وأخيه الشيخ المسكين جرجس بخط الراهب القمص بطرس بن صهيون من ناحية أسنا (بتاريخ 19 أبيب 1266 ش- 1550م)، وقد رسم هذان الشماسان على الثلاث بيع بالثغر الاسكندري وهي بيعة ميخائيل المعروفة بالمعلقة وبيعة سرجيوس وواخوس وبيعة مار جرجس، وقد صار لهذين الشماسين بوضع اليد أن يقرأ الفصول الرسولية والمزامير الداودية والأناجيل المقدسة فوق الأنابل العلوية وَحَمْل كأس الدم الكريم(4).
_____
(2) نقلنا العظة عن مقالة المتنيح يسي عبد المسيح بمجلة مدارس الأحد عدد مارس سنة 1955.
(3) أما الكاهن فملابسه في الخدمة تتكون من سبع قطع (الجوهرة النفيسة في علوم الكنيسة ص 62) وذلك إشارة إلى عدد رتب الكنيسة وهذه الملابس هي:
1- التونية.
2- الطيلسانة (كما أمر الرب هرون الكاهن أن يتطيلس في قبة الزمان) أو الشملة، توضع على الرأس وتطوى على الرأس وتطوى كعمامة وتدلى من خلف إلى القدمين وقد تغير رسمها الآن فتعمل على شكل مدور يلبس في الرأس.
3- الزنار الذي يشد به الكاهن به وسطه- وهو المنطقة وفي الاصطلاح الكنسي "حياصة".
4- الكُمْان اللذان يخلصان أيدي الكاهن وقت الخدمة.
5- البطرشيل يعلقه الكاهن على منكبيه وخلفه.
6- البرنس ويكون بفصله لرئيس الكهنة على الرأس ويكون بغير فصله على الرأس لغير رئيس الكهنة.
7- الصدرة له فتحة في أعلاه ويلبس في العنق ويتدلى إلى الأمام فقط للقدمين ورئيس الكهنة ينقش عليه صور الرسل.
والثياب البيضاء لأن سيدنا لما تجلى كانت ثيابه بيضاء كالنور، وهو لون الشكل الملائكي عندما يظهرون للناس وهي تليق بخدمة الله نور من نور.
هذا وإن كل قطعة منها تشير إلى معانٍ روحية وهذه الملابس يلبسها كهنة العهد الجديد كقول الرب لموسى "اصنع ملابس... للمجد والبهاء" (خر 28: 3)، ويرسم على كل منها شكل صليب كما يكتب إسم "يسوع المسيح إبن الله".
(4) عن مقالة للمتنيح يسى عبد المسيح في مجلة مدارس الأحد يولية سنة 1955.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/seven-deacon-ranks/ordination.html
تقصير الرابط:
tak.la/rbffy2b