محتويات: (إظهار/إخفاء) |
-
إستفانوس |
وبما أننا قد أتينا برتبة الأرشيذياكون وواجباتها فإنه جيد ونافع أن نتأمل سيرة أول الشمامسة، وأول الشهداء القديس العظيم استفانوس، كذا باقي الشمامسة السبعة(33) الذين ورد ذكرهم في سفر أعمال الرسل (أع 6: 5).
"فحسن هذا القول أمام كل الجمهور فاختاروا إستفانوس رجلًا مملوءًا من الإيمان والروح القدس وفيلبس وبروخوروس ونيكانور وتيمون وبرميناس ونيقولاوس دخيلا إنطاكيا".
شهد عنه كاتب أعمال الرسل بقوله: "وأما إستفانوس فإذ كان مملوءًا إيمانًا وقوة كان يصنع عجائب وآيات عظيمة في الشعب، فحسده اليهود وهيَجوا الشعب والشيوخ والكتبة فقاوموه وحفظوه وأتوا به إلى المجمع قائلين: هذا يجدف ضد الموضع المقدس والناموس لأننا سمعناه يقول: إن يسوع الناصري هذا سينقض هذا الموضع ويغير العوائد التي سلمنا إياها موسى. فشخص إليه جميع الجالسين في المجمع ورأوا وجهه كأنه وجه ملاك. فقال رئيس الكهنة أترى هذه الأمور هكذا هي؟ فتحدث إليهم وساق القول حتى بناء الهيكل وختم كلامه بقوله: "يا قساة الرقاب وغير المختونين بالقلوب والآذان. أنتم دائمًا تقاومون الروح القدس، كما كان آباؤكم كذلك أنتم، أي الأنبياء لم يضطهده آباؤكم؟ وقد قتلوا الذين سبقوا فأنبأوا بمجيء البار الذي أنتم الآن صرتم مسلميه وقاتليه، الذين أخذتم الناموس بترتيب ملائكة ولم تحفظوه.
فلما سمعوا هذا حنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه. وأما هو فشخص إلى السماء وهو ممتلئ من الروح القدس فرأى مجد الله ويسوع قائمًا عن يمين الله فقال: ها أنا انظر السموات مفتوحة وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله. فصاحوا بصوت عظيم وسدوا آذانهم وهجموا عليه بنفس واحدة وأخرجوه خارج المدينة ورجموه. والشهود خلعوا ثيابهم عند رجلى شاب يُقال له شاول (بولس الرسول) فكانوا يرجمون إستفانوس وهو يدعو ويقول: أيها الرب يسوع إقبل روحي ثم جثا على ركبتيه وصرخ بصوت عظيم: يا رب لا تقم لهم هذه الخطية وإذ قال هذا رقد.
وكان أناس من المؤمنين حاضرين فأخذوا جسده وعملوا له مناحة عظيمة ثم دفنوه في ضيعة يقال لها غمالائيل قرب أورشليم. وبقى جسده مجهولًا إلى أن ملك قسطنطين الكبير وانتشرت الديانة المسيحية، فظهر القديس إستفانوس إلى كاهن يدعى لوكيانوس في الحلم ثلاث مرات وأعلمه بالمكان وبإسمه فأخبر الرجل أسقف أورشليم فقام ومعه إثنان من الأساقفة وبعض الشعب. ولما وصلوا إلى المكان حفروا ونقبوا باحثين فحدث زلزال عظيم وظهر تابوت فيه الأعضاء المقدسة. ولدى فتحه فاحت منه رائحة زكية وسمع الحاضرون أصوات ملائكة تسبح "المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة" فسجد الأساقفة أمام التابوت ثم حملوه وساروا به مرتلين حتى أدخلوه صهيون. ثم شيد له ألكسندروس من أهل القسطنطينية كنيسة عظيمة في مدينة أورشليم ونقل الجسد المقدس إليها، وبعد ذلك بخمس سنوات تنيح ألكسندروس فدفنته زوجته بتابوت القديس، وبعد ثمانى سنوات إتفق لإمرأة الكسندروس أن تذهب إلى القسطنطينية فرأت أن تأخذ التابوت الذي به جسد زوجها معها. فأتت إلى المكان وأخذت التابوت الذي به جسد هذا القديس. ظنًا منها أنه التابوت الذي به جسد زوجها، وكان هذا بتدبير من الله ثم حملته إلى عسقلان ومن ثم ركبت مركبًا إلى القسطنطينية. ولما صارت وسط البحر سمعت من التابوت تسبيحًا وترتيلًا كثيرًا فتعجبت وقامت فميزت التابوت فعرفت أن الذي فيه هو جسد القديس إستفانوس. فداومت على السير شاكرة الله على ذلك.
ولما وصلت إلى القسطنطينية أعلمت الملك بالخبر. فخرج هو والبطريرك وجماعة الكهنة وشعب المدينة، وحملوا التابوت على أعناقهم وأتوا به إلى البلاط الملكي. وأظهر الله منه في المراكب والبلاط آيات عظيمة. منها أنهم حملوه على بغال إلى القسطنطينية فلما وصلوا اليها وقفت البغال ولم تمشي فضربوها فنطق أحدها: "هنا يجب أن توضع أعضاء القديس" فتعجب السامعون ومجدوا الله قائلين إن الذي أنطق حمارة بلعام هو الذي أنطق هذه البغال. فأمر الملك أن تُبْنَى له كنيسة هناك، ثم وضعوا فيها الأعضاء المقدسة صلواته فلتكن معنا آمين.
وتعيد له الكنيسة في 15 توت تذكار شهادته. وفي أول طوبة تذكار نقل جسده.
كان من أهل قيصرية فلسطين، لما سمع تعاليم السيد المسيح تبعه، ولما عين الرب السبعين تلميذًا وأرسلهم ليكرزوا ويشفوا المرضى كان هذا التلميذ أحدهم، ثم إختاره الرسل الإثنا عشر من جملة السبعة الشمامسة الذين أقاموهم للخدمة. وقد بشر هذا الرسول في مدينة السامرة وعمد المؤمنين وقد آمن بكرازته كثيرون، ظهر ملاك الرب وأمره أن يذهب في طريق غزة فقام ومضى إلى هناك، فوجد الخصى وزير كنداكة ملكة الحبشة، وهذا كان قد جاء إلى أورشليم وكان راجعًا وجالسًا على مركبته وهو يقرأ في أشعياء النبي، وكان الفصل الذي يقرأ فيه هو "مثل شاة سيق إلى الذبح ومثل خروف صامت أمام الذي يجزه هكذا لم يفتح فاه..." ففسر له القديس معنى الفصل وآمن الخصى على يد الرسول فعمده، وبعد ذلك خطفه ملاك الرب إلى أشدود فبشر فيها وفي آسيا وصار أسقفًا على طرابلس بآسيا وجاء إلى قيصرية وكان له أربع بنات يبشرن معه، وبعد ما رد كثيرين من اليهود والسامرين تنيح بسلام، وتعيد له الكنيسة في 14 بابه.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
هو أحد السبعين تلميذًا إنتخبه الرسل الإثني عشر شماسًا ضمن السبعة شمامسة الذين أقاموهم للخدمة بعد ما إمتلأ من الروح المعزي في عليَّة صهيون.
صحب الرسول يوحنا الثيؤلوغوس وطاف معه مدنًا كثيرة ثم أقامه بعد ذلك أسقفًا على نيكوميدية فبشر فيها بالسيد المسيح ورد كثيرين إلى الإيمان وعمدهم وعلمهم حفظ الوصايا وبعد أن بنَى لهم كنيسة ورسم لهم شمامسة وقسوسًا خرج إلى البلاد المجاورة لها فبشرها وعمد كثيرين من الأمم واليهود الذين آمنوا على يديه بالسيد المسيح، وقد نالته أحزان كثيرة، وتنيح بشيخوخة حسنة، وقيل أنه إستشهد في انطاكية، وتعيد له الكنيسة في 20 طوبة(34).
كان أيضًا من ضمن السبعين تلميذًا ثم إنتخبه الرسل الإثني عشر من الشمامسة السبعة الذين أقاموهم للخدمة وصار فيما بعد أسقفًا لمدينة بصرى وأعمالها (بجزيرة العرب) وإستشهد حرقًا بالنار وعيده في 2 طوبة(35).
وهو أيضًا من ضمن السبعين تلميذًا الذين إختارهم الرب ثم إنتخبه الرسل الإثني عشر ليكون شماسًا ضمن الشمامسة السبعة الذين أقاموهم للخدمة وصار بعد ذلك أسقفًا على مدينة بصرى وأعمالها ونالته أحزان كثيرة واستشهد حرقًا بالنار وتعيد له الكنيسة في 26 بابه.
من ضمن السبعين تلميذًا الذين إختارهم الرب وأعطاهم قوة لشفاء الأمراض، وهو أحد الشمامسة السبعة الذين قال عنهم كاتب سفر الأعمال أنهم كانوا ممتلئين نعمة وحكمة، وصار بعد ذلك أسقفًا على "صولون" وخدم التلاميذ(36) ورقد في الرب وهو يرعَى رعية المسيح أحسن رعاية.
أحد السبعين تلميذًا إنتخبه الرسل ليكون أحد الشمامسة السبعة. كان أسقفًا على السامرة(37) لكنه كفر أخيرًا وصار من أصحاب البدع المشهورة التي تكلم عنها سفر الرؤيا "هكذا عندك أنت قوم متمسكون بتعاليم النقولاويين الذي أبغضه" (رؤ 3: 15).
_____
(33) عن كتاب مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة لإبن كبر والسنكسار.
(34) ذكر (كتاب مصباح الظلمة وأيضًا الخدمة لإبن كبر ص 69) "فراخورس" هو الذي كتب سيرة يوحنا بن زبدي.
(35) ذكر ذلك (كتاب مصباح الظلمة)، وقيل أنه مات مرجومًا مثل إستفانوس.
(36) عن كتاب مصباح الظلمة وإيضاح الخدمة لإبن كبر.
(37) المرجع السابق.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/youssef-habib/seven-deacon-ranks/first-seven-deacons.html
تقصير الرابط:
tak.la/mjh9f7r