سترى الكاهن يمسك بالمحمرة (الشورية)، بينما تتصاعد منها أعمدة من البخور الجميل الرائحة... نرى البخور يرتفع نحو السماء، وترتفع معه صلواتنا وتضرعاتنا.
وإذا أطرقت السمع، فستجد الشمامسة يرددون لحنا جميلا، هو لحن "تاي شورى"، وهو لحن للعذراء مريم.
وأسمعك تتساءل:
ولماذا العذراء في الإكليل؟
+ على مدى التاريخ وجدنا كثيرات كرسن حياتهن للمسيح، وكن بالحق عرائس للمسيح، ولكن العذراء مريم فاقتهن جميعا. فهي مثال لعروس المسيح.
لذلك نجد الكنيسة تمدح العذراء لأنها مثال للعروس...
وهذه هي بعض الأمثلة:
1 - في ثيؤطوكية الأربعاء:
" تطلع الآب من السماء فلم يجد من يشبهك ،
أرسل وحيده أتى وتجسد منك".
2 - في لحن " السلام للملكة ":
" السلام لمريم الملكة... وجدت نعمة أيتها العروس...
فلنكرم بتوليه العروس النقية القديسة في كل شيء والدة الإله مريم".
3 - في ثيؤطوكية الأحد:
" تجسد من الروح القدس ومن مريم العروس الطاهرة".
4 - وفي لحن يقال في توزيع أعياد العذراء وصومها:
" لأن الرب الذي بلا بداية اختارك له... أيتها العروس العجيبة يا مريم "
لذلك:
" فالعذراء هي مثال لعروس المسيح، جسده السري، والكيان الروحي الذي أسسه الرب وملأه بالروح القدس "(27).
والكنيسة تضع أمامنا العذراء في الإكليل، من أوله حتى آخره وبطريقة عجيبة جعلت أحد الكتاب يقول:
" خدمة سر الإكليل في الطقس القبطي -من بدايته حتى نهايته- يجتذبنا جذبا نحو القديسة مريم كعروس..، وكأنه يريدنا أن نتهيأ نحن أيضًا لنكون عروس المسيح الأبدية" (28).
والآن... تعال.. نتتبع سريعا ما تقوله الكنيسة في الإكليل عن العذراء، ولماذا؟
لأن غرض صلاة الإكليل أن توجه أنظارنا نحو حفل العُرس الأبدي الذي سيتم بين العريس رب المجد والعروس وهي الكنيسة ومثالها العذراء، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. لذلك نجد الكثير من الألحان التي تتحدث عن العريس السمائي، ونجد كذلك ألحانًا أخرى تتحدث عن عروس العريس السمائي... فمثلًا:
1 -في بداية الإكليل نرى منظرا غاية في الروعة:
+ في الطقس القديم كانت الكنيسة تستقبل أولا العريس، فيدخل الكنيسة في موكب حافل وهم يرددون لحن العريس (إفلوجى مينوس) (29)...
فنستقبل مع العريس عريسنا السماوي.
+ ثم يعود الكهنة والشمامسة لاستقبال العروس، وهم يزفونها بلحن "مريم الملكة"، أي تذكرة بالعروس في العُرس السمائي...
2 - في صلاة الإكليل ثلاث صلوات.. وفي نهاية كل صلاة يوجد مردًا يحوى مديحًا للعذراء مريم.
3 - قبل قراءة البولس يقول الشمامسة لحن "تاي شورى" وهو مديح للعذراء مريم.
4 - وفي الطقس القديم كانوا يقولون ما يسمونه:
" مديح للعروسة الحقيقية والدة الإله"، وهو يحتوى الأتي:
" تعالوا انظروا هذه العروس التي أحبها الحمل وقد اشتملت بمجد عظيم.
يوحنا ابن زبدى، ابن الرعد، يقول:
هذه العروس المضيئة أكثر من كوكب الصبح.
هذه صهيون الجديدة مدينة إلهنا.
وفرح جميع القديسين حال فيها " (30)
ولعلك تلاحظ الترابط العجيب الذي يشير إليه الطقس...
فمع أن يوحنا الرسول في هذا المديح يتحدث عن عروس الحمل،
لكن الطقس يدعو المديح "مديح للعروسة الحقيقية والدة الإله"...
كأنه يريد أن يقول:
إن هذه العروس هي الكنيسة...
وأن مريم العذراء هي المثال الحقيقي للعروس،
لذلك استحقت أن يتجسد منها ابن الله.
5 - في نهاية الإكليل يزفون العريس والعروس بلحن "مريم الملكة".
_____
(27) - Max Thurian, Mary Mother of All Christians, Chapter 2.
(29) البابا غبريال الخامس، الترتيب الطقس، القرن الخامس عشر، المركز الفرنسيسكاني للدراسات الشرقية، صفحة 131.
(30) ابن كبر، مصباح الظلمة في إيضاح الخدمة، القرن الرابع عشر، الجزء الثاني، صفحة 184.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/victor-beshir/holy-matrimony/virgin-mary-hymn.html
تقصير الرابط:
tak.la/p5ndkhg