هذا السهر يدل بلا شك على محبة الإنسان لله، وعلى محبة القلب للصلاة...
فمحبة الله هي التي تدفع الإنسان إلى قهر الجسد، والسيطرة على رغبته في الراحة وحاجته إلى الراحة، وذلك لكي يستمر في حديثه مع الله دون يمنعه النوم عن ذلك...
إن سهر الإنسان في الصلاة، يدل على أن محبته لله أكثر من محبته لذاته، بمعنى أنها أكثر من محبته لراحته... أو أنه يرى راحته الحقيقية في الله وفي الحديث معه...
والسهر يدل على أن الروح هي المسيطرة وليس الجسد...
وأن الجسد صارت له أهداف روحية. ومن هنا أمكن أن يشترك مع الروح في عمل واحد، هو الحديث مع الله.
والسهر يدل على أن مشاغل النهار لم تعطل الروح...
إن العقل الذي تسيطر عليه مشاغل النهار، وما فيه من أحداث وأخبار وانفعالات، هذا لا يستطيع أن يتفرغ لله، بل تبقى أفكار النهار في ذهنه يشرد فيها عقله.
أما الذي يسهر في الصلاة، فإنه يدل على أنه طرح مشاغل النهار وراء ظهره، بحيث لا يبقى في عقله وفي قلبه سوى الله وحده، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. أما عن العالم واهتماماته فقد مات الجميع في قلبه. وهذا يذكرنا بقول القديس يوحنا التبايسي لما سئل: ما هي الصلاة الطاهرة التي بلا طياشة فأجاب:
هذه الصلاة هي الموت عن العالم.
مات العالم وكل اهتماماته من لقلب، فأصبح الفكر يصلي بلا طياشة.
حقًا إن سهر الجسد في الصلاة فضيلة كبيرة. وكن سهر الروح فضيلة أكبر.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/vigil/god.html
تقصير الرابط:
tak.la/85xcxh6