(الآن علمت): الآن، أثناء الصلاة، وهو ما زال واقفا يطلب...
عرف وهو واقف يصلي، أن الرب قد خلصه، خلص مسيحه وأنه استجاب له. لذلك اعترف لله بخلاصه.
ولعلنا نسأل: كيف علم داود بهذه الاستجابة؟ لعله أحسها في قلبه. لعله عرفها بإيمانه. أو أن الله الذي استجاب، أشعره بهذه الاستجابة. أوحى له بها، أفهمه إياها... أو أن داود كانت له (الحواس المدربة) التي يرى بها ما لا يرى، أو الإيمان الذي هو (الإيقان بأمور لا ترى) (عب 11: 1).
وهذا يُشْعِرنا أن الصلاة ليست مجرد كلام، بل سماع أيضًا.
أنت تكلم الله في صلاتك. ثم بقلبك، وليس بأذنيك، تسمع صوته مجيبا. وقد كان قديسنا داود متدربًا على السماع. لذلك يقول في أحد مزاميره (إني أسمع ما يتكلم به الرب الإله، لأنه يتكلم بالسلام لشعبه) (مز 84)
ولعل هذا السماع يحتاج إلى طول أناة في الصلاة... وللأسف فان البعض قد يكلم الرب في صلاته، ثم ينصرف بسرعة قبل أن يسمع ما يتكلم به الرب الإله... وقد يتكلم الرب. ولكن ليس كل أحد له أذن للسمع، ليسمع...
الآن علمت أن الرب قد خلص مسيحه.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وكلمة مسيح، لها ثلاث معان:
1- مسيح الرب، أي الذي مسح لخدمة الرب، كبعض الملوك مثلًا. وداود كان مسيحا للرب، مسحه صموئيل النبي بالدهن المقدس (1صم 16)
2- المسيح، وهو السيد المسيح. والألف واللام يميزانه عن باقي المُسَحَاء. وقد قال عنه الوحي في سفر أشعياء (روح السيد الرب على، لأنه مسحنا لأبشر المساكين، لأعصِب منكسري القلوب) (أش 61: 1) وقد مسح السيد المسيح ملكًا ونبيًّا وكاهنًا. وقيل أنه مسح بزيت الابتهاج أكثر من رفقائه (عب 1: 9).
3- كل إنسان مسيحي، قد مسح بزيت الميرون، وصار مقدسا للرب، ومسكنا لروحه القدوس. فهو من الناحية الروحية -وليس من الناحية اللفظية- ممسوحا للرب. ويمكن أن تأخذ عبارة المزمور على نفسك (الرب خلص مسيحه) أي الذي مسحه بالميرون بعد خروجه من المعمودية، فصار له.
الآن علمت أن الرب خلص مسيحه، أي كتب له صك الخلاص.
واستجاب له من سماء قدسه.
فهذا الذي يستجيب، هو (الساكن في الأعالي، والناظر إلى المتواضعات) ينظر إلى عمل يديه، ويقيم المسكين من التراب، والبائس من المزبلة) انه يخلص باستمرار، لأنه يريد أن الجميع يخلصون... وقد أدرك المرتل هذه الحقيقة فقال (من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين، الآن أقوم -يقول الرب- أصنع الخلاص علانية" (مز 11).
هو في سمائه، ولكنه ليس بعيدًا عنا، بل (قريب هو الرب من منسحقي القلب) يستجيب لهم من سماء قدسه، هذه السماء التي يتطلعون إليها كلما يقولون (أبانا الذي في السموات) وكيف يستجيب لهم؟ يقول المرتل: بجبروت خلاص يمينه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/the-lord-answer-you/lord-saves-His-anointed.html
تقصير الرابط:
tak.la/yrd4hxp