يعطيك الرب حسب قلبك، ويتمم كل مشورتك...
حسب كل ما في قلبك وما في فكرك، يعطيك الرب! هذا أعظم ما يطلبه الإنسان، وأقوى مما يتوقعه. ولكن هل هذا الأمر على الإطلاق، أم له شروط؟ أنظر:
يعطيك الرب حسب قلبك، بشرط أن يكون قلبك مع الله، نقيًّا.
فمن غير المعقول، أن يكون قلبك مملوءًا من الشهوات الخاطئة والمشاعر الرديئة، ثم يعطيك الرب حسب قلبك!! ومن غير المعقول أيضًا، أن يتمم الله كل مشورتك، إن كانت مشورتك خاطئة ولا توافق مشيئة الله ولا حُسْن تدبيره!!
إن الله يعطيك حسب قلبك، إن كنت تطلب ملكوت الله وبره أما إن كان قلبك متعلقًا بالعالميات والماديات أو بالخطية، فان البركة التي يقولها هنا هذا المزمور تكون بعيدة عنك، ولا يعطيك الله حسب قلبك.
إذن فليكن قلبك طاهرًا، وحينئذ يعطيك الرب حسب قلبك ولتكن هذه العبارة في المزمور دعوة لك إلى نقاوة القلب
وفي طلباتك الطاهرة، تمسك بهذه الآية كوعد من وعود الله، وحاججه بها. قُلْ له: أعطني يا رب حسب قلبي، فهكذا وعدت، ما دام قلبي يحبك، وتمم لي ما في ذهني من مشورات ما دامت توافق مشيئتك، وإلا يا رب فلتكن مشيئتك.
على أية الحالات، إنها عبارة معزية، حينما يقول الروح لِمَن يصلي وهو في شدة: يعطيك الرب حسب قلبك، ويتمم كل مشورتك.
هذه العبارة سمعتها حنة أم صموئيل، وهي بعد عاقر، حينما كانت تصلي وهي باكية وصائمة ومرة النفس. فقال لها عالي الكاهن (اذهبي بسلام. وإله إسرائيل يعطيك سؤالك الذي سألته من لدنه) (1 صم 1: 17) فخرجت متعزية، وآمنت بالكلمة، وتركت حزنها، وفضت صومها، وأكلت.
إنها كلمة عزاء، ما أجمل أن تقولها لكل من هو في شدة. وما أجمل أن يصليها الأب الكاهن على رأس من يأتيه طالبًا مراحم الله. ثم يقولها له، لكي يسمعها بفمه ويتعزَّى...
إنها عبارة معزية. ولكن لكي يكون العزاء حقيقيًّا، اسمع النصيحة:
إلى جوار عبارة (يعطيك الرب حسب قلبك) ضع قول الكتاب:
(تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك) (تث 6: 5).
فإن كنت تحب الله من كل قلبك، وتحب طرقه، وتحب وصاياه، حينئذ سيعطيك الله حسب قلبك، وسيكون ساكنًا في قلبك.
أما إن كان قلبك بعيدًا عن الرب، وان كنت تطلب طلبًا خاطئًا، أو ليس حسب مشيئة الرب، فان ملائكة تصلي من أجلك، لكي ينير الله بصيرتك، ويفهمك طرقه وكما يقول الحكيم (توجد طريق تبدو للإنسان مستقيمة، وعاقبتها طرق الموت) (أم 14: 12) حقًا إن المزمور يطلب من أجلك أن (يتمم الله كل مشورتك) ولكن إلى جواره نضع قول الكتاب (في قلب الإنسان أفكار كثيرة. لكن مشورة الرب هي تثبيت) (أم 19: 21).
إن عبارة (يعطيك الرب حسب قلبك) تُذَكِّرنَا بقول السيد المسيح لتلاميذه القديسين.
(إن ثبتم في، وثبت كلامي فيكم، تطلبون ما تريدون فيكون لكم) (يو 15: 7).
إذن هذا الثبات في الرب وفي وصاياه، شرط للاستجابة فالإنسان وهو ثابت في الرب، لا يطلب إلا ما يرضي الرب).. إنها دعوة إذن أن ننقي قلوبنا قبل الصلاة، لكيلا نطلب إلا ما يرضي الله، فيعطينا الرب حسب قلوبنا.
إنها وعد من الله، ويلزمها أيضًا إيمان في قلوبنا.
وكما يقول الكتاب (كل شيء مستطاع للمؤمن) (مر 9:23).
بهذا الإيمان نصلي، وبه نستفيد من الدعاء الذي في المزمور. إنها كلمات معزية، كان لها مفعولها في قلب داود المؤمن، فقال: نعترف لك بخلاصك.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/the-lord-answer-you/grant-your-hearts-desire.html
تقصير الرابط:
tak.la/tdrbyg9