عدم الحزن على الخطية هو ظاهرة روحية غير صحيحة. ولهذا الأمر أسباب عديدة نذكر منها:
1- إما أن هذا الإنسان عنده شيء من البر الذاتي، يجعله يشعر أنه لا يخطئ...
2- وأما أن ضميره واسع،، ومقاييسه الروحية غير سليمة، فلا يشعر بعمق الخطية، أو قد لا يحس أطلاقًا أنه أخطأ. أو أنه يحس الخطأ، ولكنه يتساهل معه.
3- وإما أنه لا يجلس إلى نفسه لكي يفحصها ولكي يحاسبها، فهو في غفوة ويحتاج إلى يقظة روحية.
4- وإما أنه من النوع الذي يدلل ذاته ويجاملها، ويقدم لها تبريرات عديدة في أخطائها. فكل خطأ يرتكبه، يضع أمامه عذرًا أو عذرًا تخفف منه وتستر عليه...
5- وإما أنه من كثرة استمراره في الخطية، قد أعتادها، وأصبحت بالنسبة إليه شيئًا طبيعيًا أو عاديًا، لا غرابة فيه، ولا يستلزم التوقف عنده، للحكم عليه أو للحزن بسببه..!
6- وإما أن هذا الخاطئ يعيش في بيئة غير روحية. فهي غير مدققة في أفعالها. فهي لا تجعله يشعر أبدًا أنه قد أخطأ، بل قد تساعده على الخطأ وتشجعه عليه، أو تبدأ الخطأ وتشركه معها... وإن شعر أنه يخطئ، تهون عليه الأمر. ولذلك فإن الذين يعيشون في بيئة خاطئة، لا يحزنون على خطية يرتكبونها!
مثال ذلك: إنسان يعيش في بيئة أو في بيت كل من فيه يشتم ويحلف. هذا يشتم أو يحلف، لا يجد من يوبخه. بل يبدو الأمر عاديًا جدًا. بعكس الذي يعيش في بيئة متدينة، إن فعل هذا يخجل ويحزن، لأن السامعين لا يتقبلون ذلك منه.
7- كذلك الإنسان الذي يعيش في لذة الخطية، هذا لا يجد في داخله ما يبكته أو ما يحزنه!
بل هو على العكس سعيد بالخطية، لا يحزن على ارتكابها بل قد يحزن على تركها أو على الحرمان منها! وداود في بادئ الأمر لم يكن حزينًا على خطيته، بل كان مستمرًا، ينتقل من خطوة إلى أخرى تكملها، يرفه عن نفسه بهذه الخطية وبإكمالها، إلى أن نبهه ناثان النبي إلى بشاعة ما فعل. وحينئذ حزن داود.
حقًا ما أكثر ما يستمر إنسان سنوات في خطيته، دون تبكيت من ضمير، ودون حزن على ما فعل وما يفعل!
وكما ذكرت لكم في كتاب (اليقظة الروحية) -الموجود هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت- أن يشبه كرة تتدحرج من على جبل، وتظل تتدرج إلى أسفل، دون أن تملك قوة الوقوف. إلى أن يحدث مثلًا أن يعترضها حجر كبير فيوقفها بعد انحدار طالت مدته..!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/thanksgiving-psalm-50/sadness.html
تقصير الرابط:
tak.la/2a35fzb