St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   thanksgiving-psalm-50
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في صلاة الشكر والمزمور الخمسين - البابا شنوده الثالث

40- ومثل كثرة رأفتك تمحو إثمي

 

St-Takla.org Image: Nathan tells David of his sin (2 Samuel 12) - from "The Story of the Bible". book by Charles Foster, Drawings by F.B. Schell and others, 1873. صورة في موقع الأنبا تكلا: ناثان يخبر داود بخطيته (صموئيل الثاني 12: 7) - من كتاب "قصة الإنجيل"، إصدار تشارلز فوستر، رسم ف. ب. شيل وآخرون، 1873.

St-Takla.org Image: Nathan tells David of his sin (2 Samuel 12) - from "The Story of the Bible". book by Charles Foster, Drawings by F.B. Schell and others, 1873.

صورة في موقع الأنبا تكلا: ناثان يخبر داود بخطيته (صموئيل الثاني 12: 7) - من كتاب "قصة الإنجيل"، إصدار تشارلز فوستر، رسم ف. ب. شيل وآخرون، 1873.

إلى جوار الرحمة العظيمة التي يستند إليها، يستند أيضًا إلى رأفات الله الكثيرة... وهاتان الصفاتان جمعهما معًا في قوله "الرب رحيم ورؤوف" (مز5:103). ونفس الصفتين جمعهما أيضًا يونان النبي في قوله للرب "علمت أنك إله رؤوف ورحيم، بطئ الغضب، وكثير الرحمة" (يون2:4). والرأفة عند الله تشمل الحنان والعطف وطيبة القلب... فكم إذن كثرة رأفاته؟..

إنه من أجل كثرة رأفات الله يطلب منه ليس فقط أن يغفر إثمه، إنما أن يمحوه تمامًا.

يمحوه، أي لا يبقى له أي أثر على الإطلاق، كأن لم يحدث. وهذا الأمر يتفق تمامًا مع مراحم الله ورأفاته. إنه هو القائل -فيما بعد- في سفر إشعياء "أنا هو الماحي ذنوبك. وخطاياك لا أذكرها" (اش25:43) وأيضًا "قد محوت كغيم ذنوبك، وكسحابة خطاياك" (اش22:44). ويقول في سفر ارميا النبي "لأني أصفح عن إثمهم، ولا أذكر خطيتهم بعد" (أر34:31).. إن الله يكرر عبارة "أمحو" وعبارة "لا أذكر".

نعم يا رب. لأنك إن كنت لا تمحو اثمي، سيمحى اسمي من سفر الحياة!

ليتك تمحوها يا رب، حسب وعدك الصادق. حينما قلت: هلم نتحاجج "إن كانت خطاياكم كالقرمز. تبيض كالثلج" (اش18:1). وهكذا لا تذكرها لي. ولا تؤثر على محبتك لي في المستقبل. ولا تجعلها سببًا لزوال الدالة بيني وبينك. ولا يضيع كل تاريخي الحلو معك بسببها.

هنا داود يطلب محو الخطية وليس محو العقوبة.

كانت لخطيته عقوبتان: العقوبة الأبدية، وهذه غفرها له الله حينما قال له ناثان "الرب نقل عنك خطيتك. لا تموت" (2صم13:12). أي قد نقل هذه الخطية من حسابك إلى حساب المسيح الفادي، فلن يلحقك بسببها الموت الأبدي. ولكن كانت هناك عقوبة أرضية أخرى مثل "لا يفارق السيف بيتك... والابن المولود لك يموت" ومثل انتهاك نسائه (2صم12)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى... كل هذه العقوبات، لم يتعرض لها داود في هذا المزمور، ولم يطلب مسامحته... كان همه كله، في رفع الخطية ذاتها. وفي نتائجها عليه...

وكانت هناك عقوبة ثالثة هي الأصعب. وهي غضب الله عليه. وكانت تتعبه بالأكثر.

وهي التي قال عنها في المزمور فيما بعد "لا تطرحني من قدام وجهك. وروحك القدوس لا تنزعه مني".. أن داود يريد في طلبته بالدرجة الأولى رضا الرب عليه... بمحو هذه الخطية التي تقف حائلًا بينه وبين الله... يريد أن يصطلح مع الله، بنقض هذا الحائط المتوسط بينه وبينه... ويحيا في حياة الشركة الإلهية، وقوة المسحة المقدسة في حياته. لذلك يقول: أغسلني كثيرًا من إثمي ومن خطيتي طهرني.


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/thanksgiving-psalm-50/blot-out-my-iniquity.html

تقصير الرابط:
tak.la/2m2xxf6