St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   thanksgiving-psalm-50
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في صلاة الشكر والمزمور الخمسين - البابا شنوده الثالث

22- وكل أيام حياتنا

 

ليس هذا اليوم فقط... فمن الجائز أن نسلك اليوم حسنًا، ونخطئ غدًا. ونهلك!! من يعرف.

أنت لا تعرف يا أخي حياتك كيف تنتهي، فطالما أنت في الدنيا، لبد أن تكون محترسًا وخائفًا. كثيرون كانوا جبابرة في الروح، ولم يكملوا حسنًا.

لذلك نحن نذكر القديسين الذين كملوا حياتهم في الإيمان ونقول هكذا في المجمع:

`etaujwk `ebol qen `vnah]

أي الذين كملوا في الإيمان. أوعى تعتبر أنك النهاردة كويس، وتقول أنا بقيت قديس. جايز بكره تفقد قداستك! وما أدراك؟! لذلك نحن نقول "امنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس، وكل أيام حياتنا".

القديس يوحنا القصير. عندما كان يرى شخصًا يخطئ، كان يبكي عليه ويقول "هذا الشخص أخطأ اليوم وقد يتوب، وربما أخطئ أنا غدًا ولا أتوب"!!

ماذا أدرانا كيف تكون النهاية..!

إننا نقرأ عن اثنين: أحدهما كان لصًا والثاني تلميذًا من تلاميذ السيد المسيح.

اللص ذهب إلى الفردوس، وتلميذ المسيح هلك ومات منتحرًا!

St-Takla.org Image: A Coptic man praying, thanking God. صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل قبطي يصلي، الشكر لله، شاب يشكر.

St-Takla.org Image: A Coptic man praying, thanking God.

صورة في موقع الأنبا تكلا: رجل قبطي يصلي، الشكر لله، شاب يشكر.

من أجل هذا يجب أن نحترس إلى النهاية، كما يقول الكتاب "أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم" (عب7:13). ولا يصح أن نغتر بيوم صالح مر علينا.

هناك أشخاص إذا مر عليهم يوم صالح، يضنون أنها درجة روحية قد صعدوا إليها، ولن ينزلوا منها ثانيه.

فيقول الواحد منهم: إن الخطية الفلانية قد أبطلتها وانتهت من حياتي. من قال أنها انتهت؟ أليس من الجائز أنك أبطلتها اليوم، وتحارب بها غدًا؟! أو أبطلتها هذه السنة، وتسقط فيها في السنة المقبلة. صل إذن أن يجعل الرب يومك هذا مقدسًا، وكل أيام حياتك أيضًا...

احسب أيام حياتك، باليوم. واعرف وأنت تصلي هذا الجزء من صلاة الشكر، إن كل يوم يمر عليك لن يرجع، مهما بكيت عليه بدموع وندمت. مهما بكيت عليه بدموع ومهما ندمت عليه بدموع. لا يمكن أن يرجع ثانية. إنه يوم من أيام حياتك قد ضاع وقبر في الأبدية، ولا يعود مرة أخرى.

لذلك أنقذ أيام حياتك! أنقذها باليوم.

إن الله يحسب حياتك باليوم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. فيقول "اذكر خالقك في أيام شبابك" (جا1:12). لا تجعل لا يوم من أيام حياتك يفلت. "امنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس وكل أيام حياتنا".. لذلك نصلي ونقول: لا تسمح يا رب بأن يومًا واحدًا من أيام حياتنا يكون عاطلًا عن النعمة، أو أن يكون مقفرًا من عمل الخير. أو أن يكون ملكًا للشيطان.

عندما تخرج روحك من جسدك أيها الأخ، ويمسك بها الشيطان، ويقول لها "تعالَى نتفاهم من جهة أيام حياتك على الأرض: هل كانت ملكك أم ملكي؟"..

مَنْ يعرف؟ ربما كانت كلها ملكًا له!! ربما يقول لك الشيطان: كل يوم من أيام حياتك كان ملكًا لي. هل حدث أن يومًا من أيامك لم أدخل فيها؟. هل مر عليك يوم بدون خطية وبدون طاعتي؟!

كل يوم من أيامك دخلت فيه، كما يدخل الخيط في حبات المسبحة!!

يا للهول! لذلك صلّ باستمرار وقل: امنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس، وكل أيام حياتنا...

البعض يظن أن الحكم على أيام حياتنا يكون بالميزان: توضع أيام الشر في كفة، وأيام الخير في كفة. ويرى الله أيهما يرجح!! كلا، فهذا لن يحدث.

فمن الجائز أن يومًا واحدًا من حياتك، يضيع الحياة كلها!!

هل كان أبونا آدم يخطئ كل يوم؟! كلا، كانت حياته في الجنة كل بر وبساطة، لا يعرف فيها شرًا... وكذلك كانت حياة أمنا حواء... ولكنهما في يوم واحد أكلا من الشجرة، فانتهت كل سيرتهما في الجنة!

كلها ضاعت!! ضيعها يوم واحد، بل ربما ساعة واحدة، وربما دقيقة أو لحظة.

فنان عظيم يمسك لوحته ويبدأ أن يرسم عليها رسمًا جميلًا جدًا... لوحة فنية رائعة، أنفق شهرًا في إبداعها... ثم في لحظة انسكبت عليها زجاجة حِبْر. ألا تكون هذه اللحظة الواحدة قد أضاعت تعب الشهر كله..؟!

لذلك نحن نصلي ونقول: امنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس وكل أيام حياتنا بكل سلام مع مخافتك.

أعطنا أن نكمل هذه الأيام بكل سلام:


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/thanksgiving-psalm-50/all-days-2.html

تقصير الرابط:
tak.la/kba2n3z