الإنسان وهو يصلي هذه الصلاة، يشعر أن كل يوم يمر عليه عبارة عن نعمة من الله أعطيت له. نحن لا نستطيع بقوتنا ولا بإرادتنا أن نكمل يومًا واحدًا في مخافة الله، إن لم يكن هذا عملًا من أعمال نعمة الله القدوس. لأنه قال "بدوني لا تقدرون أن تعملوا شيئًا" (يو5:15).
فنحن نقول له: يا رب أعطنا يومًا من عندك، يومًا صالحًا مقدسًا، نكمله بعمل روحك القدوس فينا. وطبعًا روح الله لا يعمل في الإنسان الذي لا يريد أن يعمل.
الله لا يرغمنا على المعيشة معه، وإنما حياتنا كلها عبارة عن شركة مع الروح القدس. الروح القدس يشترك مع إرادتنا في إنقاذ أنفسنا من الهلاك.
لو أن الروح القدس تخلى عنا تخلى، لا يمكن أن نخلص. ولو إرادتنا رفضت أن تعمل مع الروح القدس، لا يمكن أيضًا أن نخلص. لأن الله لا يرغم إنسانًا على السير في طريقه.
"أمنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس". لتكن هذه يا رب هبة منك، منحة، عطية مجانية من عندك، أن نكمل اليوم في مخافتك، فيكون يومًا مقدسًا...
إننا نعتبر كل يوم من أيام حياتنا يومًا مقدسًا.
لأن حياتنا كلها مقدسة للرب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في مواضِع أخرى. ملك له لأنه اشتراها بدمه كل يوم من أيام حياتنا، بل كل ساعة منها هي ساعة مقدسة. كل دقيقة، كل لحظة في حياتنا، هي أيضًا مقدسة. لأن حياتنا ملك للرب الذي قدسها بدمه الطاهر. حياتنا ليست ملكًا لنا حتى نتصرف فيها كما نريد. إنها ملك للرب، والرب هو المتصرف فيها لا نحن.
لسنا نقول فقط "امنحنا أن نكمل هذا اليوم المقدس" بل أيضًا "وكل أيام حياتنا".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/thanksgiving-psalm-50/grant-us.html
تقصير الرابط:
tak.la/hp3hg26