بل أن الكنيسة تبدأ بصلاة الشكر حتى عندما تصلي في جناز على شخص أنتقل من هذه الحياة، أيضًا تبدأ بالشكر. يقول الرسول:
(وكل ما عملتم بقول أو بفعل، فاعملوا الكل باسم الرب شاكرين الله) (كو 3: 17) أي في كل عمل شاكرين الله. وفي صلاة الشكر نقول:
نشكرك على كل حال، ومن أجل كل حال، وفي كل حال.
إذن ليس هو فقط كل حين، وإنما أيضًا على كل شيء. ذلك لأن الله يعمل معنا الخير باستمرار وقد قال الرسول (كل الأشياء تعمل معًا للخير، للذين يحبون الله) (رو 8: 28) سواء في ذلك الخير الواضح، أو الأمور التي تبدو وكأنها ليست الخير ولكنها خير ونحن لا ندري!
لذلك وُصِف الله بأنه (صانع الخيرات).
إنه لا يصنع إلا خيرًا، ولذلك فالإنسان المؤمن بصفة الله هذه، يقبل كل ما يأتي من عند الله بفرح، ويقول في إيمان (كله للخير) ويشكر الله وتظهر له الأيام فيما بعد، أن هذا الأمر الذي يشك البعض في خيريته، كان للخير فعلًا...
ولكن قد يسأل البعض ويقول: نحن نؤمن بلا شك أن كل ما يأتي من عند الله هو خيرًا؟! نقول له: إن تصرفات الناس حيالنا: إن كانت خيرًا، ستصل إلينا خيرًا. ولكن...
إن لم تكن خيرًا، يحولها الله إلى خير، وتصل إلينا خيرًا في النهاية...
أخوة يوسف الصديق باعوه كعبد. وكان تصرفهم شرًا في ذاته، وخيانة، وعدم محبة، وقسوة، وحسدًا. ولكن الله حول ذلك الشر إلى خير، فصار يوسف (أبًا لفرعون وسيدًا لكل بيته) والثاني في المملكة... وكان بقاؤه في مصر (لاستبقاء حياة) وهو نفسه قال لأخوته (أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصد به خيرًا ليحيي شعبًا كثيرًا) (تك 50: 20).
أولاد الله دائمًا فرحون، يشكرون على كل شيء.
وحينما يشكرونه، لا يفعلون ذلك كمجرد طاعة لوصية (اشكروا) كأمر مفروض عليهم!!
كلا، فليس هذا هو الشكر الحقيقي. وليس الشكر هو مجرد ألفاظ تقال بدون اقتناع، كأداء لواجب...
بل يشكرون الله من كل القلب، وبكل الثقة.
فهم واثقون تمامًا وبكل تأكيد، أن الله لا يسمح بأن يحدث لهم سوى الخير، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وأنه كضابط للكل يرقب كل الأمور الحادثة لهم، ويأخذ منها موقفًا لصالحهم. لذلك هم يشكرونه على كل ما يحدث -أيًا كان- واثقين أنه لخيرهم. ولهذا ترتبط حياة الشكر بحياة الإيمان، كما سنرى عند حديثنا عن الفضائل المتعلقة بالشكر.
والإنسان قد يشكر الله بالكلام، وقد يقدم له ذبائح الشكر، وذبائح سلامة (لا 3) أو يقدم له نذورًا...
وكما قال داود النبي (كأس الخلاص أخذ، وباسم الرب أدعو. أوفى نذوري قدام كل شعبه) (مز116).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/thankfulness/everything.html
تقصير الرابط:
tak.la/rbk3h3c