عبارة «لا تشته» تكشف لنا ناحية جمال في شريعة العهد القديم. تلك الشريعة السامية التي لم يفهمها الناس، لأن البرقع كان على أذهانهم. صدقوني أن السيد المسيح عندما قال: «ما جئت لأنقض بل لأكمل» (مت 5: 17)، كان مما يقصده أن يكمل فهم الناس للناموس...
 |
ووصية «من نظر إلى امرأة واشتهاها، فقد زنى بها في قلبه» (مت 5: 28)، لها جذور في شريعة العهد القديم، عندما قال الرب: «لا تشته امرأة قريبك».
بوصية «لا تشته» دخل الرب إلى أعماق الخطايا، لكي يجتثها من جذورها. فالزنا يبدأ أولًا بشهوة الجسد. والسرقة تبدأ بشهوة الاقتناء أو شهوة المال. والكذب يبدأ بشهوة في تبرير الذات أو في تدبير شيء ما. والقتل يبدأ بشهوة الانتقام أو شهوة أخرى تدفع إليه... فإن حارب الإنسان الشهرة وانتصر عليها، يكون قد انتصر على كل الخطايا. ما أجمل قول الحكيم:
«افرحوا، لا لشهوة نلتموها، بل لشهوة أذللتموها».
إنه من المسبة أن يقال عن إنسان أنه: «شهواني»، أي أنه يقاد بواسطة شهواته.
إذا اصطدمت بالشهوة، فأفضل وسيلة هي أن تهرب منها، بدلًا من أن تدخل معها في صراع قد تنهزم فيه. أو على الأقل قبل أن تنتصر، يكون قلبك قد تدنس بالشهوة. إنتفع بنصيحة الرسول الذي قال: «وأما الشهوات الشبابية فاهرب منها» (2 تي 2: 22).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ما دامت الشهوة لا تستريح حتى تكمل، فالهروب منها أفضل. فلماذا تدخل معها في صراع أو في نقاش؟ إنك كلما أعطيتها مكانة أو تهاونت معها، واتصلت بها، تقوت عليك، وتحولت من مرحلة الاتصال، إلى الانفعال، إلى الاشتعال، إلى الاكتمال...
تتدرج من التفكير فيها إلى التعلق بها، إلى الانقياد لها، إلى التنفيذ، إلى التكرار، إلى الجنون بها، إلى الاستعباد لها...
وقد يلجأ الإنسان إلى طرق خاطئة لتحقيق شهواته: إلى الكذب، أو الخداع، أو الاحتيال، وربما إلى أكثر من هذا...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-7-10/the-danger-of-lust.html
تقصير الرابط:
tak.la/xksb5qk
