لقد شهد شهود زور ضد القديس استفانوس رئيس الشمامسة. فلما أراد اليهود قتله: «أقاموا شهودًا كذبة يقولون: هذا الرجل لا يفتر عن أن يتكلم كلامًا تجديفًا ضد هذا الموضع المقدس» (أع 6: 13).
وأقامت إيزابل الملكة شهود زور ضد نابوت اليزرعیلي «قائلين: قد جدف نابوت على الله وعلى الملك» وبهذه الحيلة «أخرجوه خارج المدينة ورجموه» (1 مل 13:21).
سوسنة العفيفة شهد شیخان عليها زورًا بكلام رديء، وبولس الرسول قام ضده شهود زور كثيرون حتى أنه وصف خدمته بأنها: «بصيت رديء وصیت حسن» (2 كو 6: 8) أي أنه كان يشاع حوله أحيانًا «صيت رديء»!
ويعوزنا الوقت إن سردنا شهادات الزور التي قامت ضد القديسين: القديس أثناسيوس الرسولي إتهموه ظلمًا بالزنى والقتل. وأتهم بالزنى أيضًا القديس إفرام السرياني، والقديس مقاريوس الكبير، والقديسة مارينا. والقديس مارجرجس إتهم بأنه ساحر، لما شرب السم ولم يؤذه.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
لذلك لا يصح أن يميل الإنسان أذنه لسماع الإتهامات الباطلة، كمثال ذلك الذي قال عنه الشاعر:
أَثَّرَ البُهْتَانُ فِيهِ وَانْطَوَى الزُورُ عَلَيهِ
يَا لَهُ مِنْ بَبَّغَاءٌ عَقْلُهُ فِي أُذُنَيِهِ
إن وصية لا تشهد بالزور موجهة للسامع كما للمتكلم. فالذي يسمع الكذب ويقبله، إنما يشجع الكاذب على الإستمرار في كذبه، ويحيط نفسه بأشرار غير مخلصين، إثنان يشتركان في هذه الخطية: ناقل الكذب، وقابل الكذب. كما يقول الكتاب: «المصغي إلى كلام كذب، كل خدامه أشرار» (أم 29: 12). ولذلك إشترطت قوانين الكنيسة في رجل الدين أنه: «لا يكون سماعًا».
ما أكثر الاتهامات، وكلها كذب ودس ووقيعة... إن الأشرار لم يتركوا للأبرار شيئًا، وقد يستطيع إنسان شرير أن يدبر لرجل قديس تهمة لا يستطيع أن يفلت منها ولا يقدر أن يدافع عن نفسه. وتكون التهمة محبوكة حبكًا عجيبًا حسب «حكمة» الشيطان في تدبير الشر...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-7-10/false-witnesses.html
تقصير الرابط:
tak.la/w53xjpa