لو كنا نعيش في عالم مثالى، لأمكن أن نصدق كل ما يقال ولكن ما دام الكذب موجودًا في العالم، فيجب علينا أن ندقق ونحقق قبل أن نصدق.
ولذلك إشترط الكتاب وجود شهود لإثبات الحقائق، سواء في العهد القديم (تث17: 6) أو في العهد الجديد (2 كو 13: 1؛ مت 18: 16) مكررًا ومؤكدًا هذا المبدأ الهام وهو:
«على فم شاهدين أو ثلاثة تقوم كل كلمة»..
إن الشاهد الوحيد أو المبلغ الوحيد للخبر، لا يؤخذ حجة، إذ قد يكون جاهلًا بحقيقة الأمر، أو على غير معرفة وثيقة أكيدة بما يقول. أو قد يكون مبالغًا، أو ربما يكون قد سمع خطأ، أو أن مصادره التي إستقى منها المعلومات غير سليمة. أو قد يكون غير خالص النية فيما يقول، وله أسباب شخصية تدفعه إلى طمس الحقائق أو إلى الدس والإيقاع بين الناس... أو له رغبة خاصة في إيذاء شخص معين... وهكذا قال الكتاب: «لتبكم شفاه الكذب، المتكلمة على الصديق بوقاحة بكبرياء وإستهانة» (مز 31: 18). وربما لا يكون المتكلم عدوًا، وإنما مجرد محب للفكاهة يقول كلامًا بقصد المزاح ليرى مدى أثره...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
فلا يصح أن يشك أحد في تصرفات صديق أو حتى عدو، من أجل كلام معین سمعه عنه، دون تحقيق دقيق.
ولكن ربما يقول القائل إني لم أسمع هذا الكلام من واحد فقط، وإنما من كثيرين... أجيب أنه لا يصح أن نحكم عن طريق السماع، دون تحقيق، حتى لو سمعنا من كثيرين. فما أكثر ما يكون كلام الكثيرين على وفرة عددهم له مصدر واحد مخطىء. وما أكثر ما تتفق جماعة كبيرة من الناس على كذب مشترك. مثلا فعل أخوة يوسف حين بلغوا أباهم خبرًا كاذبًا عن ابنه قائلين أن وحشًا قد إفترسه (تك 37:21 - 32).
لهذا لا يصح الإكتفاء بكلام شهود كثيرين، وإنما يجب أن يكونوا شهودا صالحين وواثقين مما يقولونه...
نقول ذلك، لأنه قام شهود كثيرين على قديسين، وشهدوا عليهم شهادة زور، مثلا إستقدم رؤساء الكهنة شهود زور ليشهدوا ضد السيد المسيح له المجد (مت 26: 59، 60).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-7-10/do-not-believe-everything.html
تقصير الرابط:
tak.la/6pzngwa