ليس القتل هو مجرد أن تقوم بنفسك بإنهاء حياة إنسان، وإنما إن تعرض إنسان للموت ولم تنفذه -حين كان بإمكانك إنقاذه- فأنت إذن مشترك في موته وداخل نطاق الوصية السادسة. ما أجمل قول الكتاب عندما يقول في مثل هذا المجال: "مَنْ يسد أذنيه عن صراخ المسكين، فهو أيضًا يصرخ ولا يستجاب" (أم 21: 13).
عندما تسمع مثلًا عن دول غنية جدًا في العالم لها محاصيل من القمح فائضة بوفرة عن إحتياجها، ومع ذلك تهمل دولة كالهند نقرأ في الجرائد أن بعضًا من أهلها يموتون جوعًا أو يأكلون أوراق الشجر، دون أن يتلقون غذاء من تلك الدول الغنية فلا شك أن تلك الدول الغنية قد إشتركت في قتل مجموعة بشرية من الناس بعدم إغاثتها في نكبتها. وفي ذلك يقول الكتاب: "من يعرف أن يعمل حسنًا ولا يعمل فذلك خطيئة له" (يع 4: 17).
ما نقوله عن منع الغذاء عمن يحتاجون إليه لحياتهم، نقوله أيضًا عن منع الدواء والعلاج عمن يحتاجونه لحياتهم. كذلك إن إهمال الجوعَى وامرضي حتى يموتوا بجوعهم أو بمرضهم هو جريمة قتل واضحة. واهمال هؤلاء حتى تسبب أمراض مستديمة أو خطرة هو نوع من القتل الجزئي.
لذلك فإن منع الإحسان والصدقة عمن هم في مسيس الحاجة إليها لأجل حياتهم يدخل أيضًا بلا شك في نطاق الوصية السادسة. وفي هذه الخطية قد وقعذلك الغني الذي منع الرحمة عن لعازر المسكين (لو 16: 19-21).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وبنفس الوضع نستطيع أن نحكم على الكاهن واللاوي اللذين ورد ذكرهما في قصة السامري الصالح، إذ مرَّ كل منهما على الرجل الجريح المطروح في الطريق، وجاز مقابله دون أن يقدم له اية معونة، تاركًا إياه للموت. ربما اعتذرافي داخلهما بأنه ليس لديهما وقت، وبأن خدمة الهيكل أهم والعبادة والذبائح أهم. ولكن السيد المسيح الذي قال: "أريد رحمة لا ذبيحة" (مت 9: 13) أرانا أن هذا الكاهن وهذا اللاوي كانا مخطئين. لأنهما تركا إنسانًا للموت دون أن يهتما به...
ومع أن هذا الإنسان لم يمت في الواقع إذ أرسل له الله السامري الصالح فأنقذه. إلا أنهما مع ذلك ليسا مبررين من مطاردة الوصية السادسة لهما. ترى لو لم يأت السامري الصالح لانقاذ ذلك الرجل، أما كان سيموت ويطلب الله دمه، ليس فقط ممن جرحوه، وإنما أيضًا من الكاهن واللاوي اللذين لم ينقذاه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/wxbzs99