قد لا يقوم إنسان بنفسه بقتل شخص آخر، ولكنه يطالب بدم ذلك الشخص إن كان مسئولًا عن الشيء الذي تسبب في قتله، أو عن الشخص الذي تسبب في قتله.
وقد شرح الكتاب مثلًا لهذا في شريعة الثور النطاح. إذ قال: "وإذا نطح ثور رجلًا أو امرأة فمات، يرجم الثور ولا يؤكل لحمه، وأما صاحب الثور فيكون بريئًا. ولكن أن كان ثورًا نطاحًا من قبل، وقد اشهد على صاحبه ولم يضبطه. فقتل رجلًا أو امرأة، فالثور يرجم، وصاحبه أيضًا يقتل" (خر 21: 28، 29).
ونفس الكلام يقال أيضًا من جهة من يملك كلبًا مسعورًا ويتركه طليقًا يؤذي الناس، دون أن يربطه بسلسلة أو يمنعه عن الإيذاء. هذا أيضًا مسئول عن أخطاء كلبه أو ما شاكل ذلك من الحيوانات.
وبنفس الوضع إذا حفر إنسان بئرًا، ولم يغطها: إن وقع فيها حيوان لإنسان فمات، يقوم صاحب البئر بدفع التعويض اللازم (خر 21: 33، 34). أما إن سقط فيها إنسان فمات، فإن صاحب البئر تكون عليه مسئولية حياة هذا الإنسان.
وما نقوله هذا البئر نقوله أيضًا عن الجدار وما يشبهه. وفي الكتاب المقدس نص على ذلك إذ يأمر بأنه: "إذا بنيت بيتًا جديدًا فأعمل حائطًا لسطحك لئلا تجلب دمًا على بيتك إذا سقط عنه ساقط" (تك 22: 8).
بهذا النص نفسه يقع في مسئولية الوصية السادسة ذلك المهندس الذي يصمم جهازًا تالفًا يؤدي إلي موت إنسان أو يخطئ في تقدير التسليح السليم لخرسانة بيت، فيسط البيت ويموت بعض سكانه. وفي نفس المسئولية يقع المقاول الذي لا يضع الكميات المناسبة من الأسمنت في خلطة الخرسانة فيضعف البناء ويسقط على سكانه. على أن هذا الأمر الأخير لو كان بقصد وسوء نية فإن خطيئة أخرى تُضَاف إليه...
نفس هذا الكلام نقوله عمن يخرج بعربة تالفة لم يستوثق من سلامتها، كأن تكون فراملها تالفة فصدمت هذه العربة إنسانًا، يكون صاحبها مسئولًا عن حياته.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وقد تكون العربة سليمة ولكن صاحبها يستخدم لها سائقًا متهورًا، أو سكيرًا أو مختل العقل، أو ضعيف البصر، أو مرهقًا يسوقها وهو نصف نائم، أو غير متمكن من فن القيادة. فإن صدمت هذه العربة إنسانًا، وكان صاحبها على علم سابق بصفات السائق، فإنه بلا شك يدان بالوصية السادسة.
والكلام الذي يقال عن سائق متهور، يمكن أن نقول بالمثل عن إبن لم يؤدبه أبوه فآذى الناس، وتركه أبوه يؤذيهم دون تربية أو عقاب. ونقول هذا أيضًا عن مدير أي عمل يستبقي موظفًا شرسًا يؤذي الناس أو يجرح شعورهم، أو يتسبب في قطع أرزاقهم، أو يجلب عليهم ضررًا بأي نوع. هذا المدير مسئول عن مرؤوسيه وعن أعمالهم إن كان لا يقوم بتوجيههم ولا بتأديبهم.
ويدخل في نطاق القتل بالمسئولية أيضًا إن كان في بيتك جهاز بوتاجاز تالف يمكن أن تسبب في اختناق الآخرين، دون أن تنبه أنت إلي ذلك. أو أن كان هناك جهاز يمكن أن يتسبب في قتل أحد إذا لم يحسن استعماله، ولم يحدث تنبيه عن ذلك... المفروض فيك -إذا كان عندك أي شيء يمكن أن يسبب ضررًا بسوء استخدامه- أنك تشرح وتتولي تفهيم من هم حولك وحوله لا حتى لا يموت منهم أحد عن طريق الجهل... أو على الأقل تخفيه عن الأطفال وعن الذين يجهلون استخدامه.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/553tkhx