قد لا يقتل شخص إنسانًا آخر قتلًا فعليًا، ولكنه يقتله بالفكر، فيجلس ليفكر كيف يمكنه أن يميت هذا الإنسان ويتخيل موته على يديه، أو تحريضه لأناس آخرين ليقتلوه. وينتهي بتفكيره إلي أن يراه بالخيال مقتولًا أمامه، فيستريح لذلك ويبتهج. هذا قتل بالفكر له مسئوليته الروحية، كالزنى بالفكر والسرقة بالفكر إلخ...
والإنسان يحاسب على هذا النوع من القتل بالفكر، حتى لو كان صاحبه لا يعزم إطلاقًا بأية صورة أن يقتل هذا الشخص بالفعل. وإنما على الأقل هذا الأمر يتنافى مع المحبة ومع المغفرة ومع طلب الخير للآخرين. وقد لا يفكر إنسان في قتل أخيه الإنسان، ولكنه مع ذلك يتمني موته أو يفرح عند موته. فهو يشتهي له الموت سواء بواسطته أو بواسطة غيره، أو أن يطلب أن يقوم له الرب بهذا العمل. وفي هذا كله يكون قد أخطأ بالنية وبالقلب.
ويدخل في هذا النوع من القتل البغضة. وفي ذلك يقول معلمنا يوحنا الرسول: "كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس" (1 يو 3: 15). أنجرؤ بعد هذا أن نقول أن الوصية السادسة بعيدة عن مجالنا، وأنها خاصة فقط بالسفاحين وبالقتلة؟!
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ونرى أن السيد الرب أدخل الغضب في مجال هذه الخطية فقال في عظته على الجبل: "قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم، أما أنا فأقول لكم أن كل من يغضب على أخيه باطلًا يكون مستوجب الحكم" (مت 5: 21، 22).
على أيَّة الحالات إن الغضب والبغضة هما من النواحي السلبية. وتتمادى وصية لا تقتل في الناحية الايجابية، حتى تصل بك إلي المحبة. وإذا أحببت أخاك، لا يمكن أن تقتله أو تفكر في قتله. أو حتى في إيذائه والإضرار به...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/wr33d58