St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   ten-commandments-1-4
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب الوصايا العشر (الجزء الأول): الوصايا الأربع الأولى - البابا شنوده الثالث

41- القَسَمْ (الحلفان) في العهدين القديم والحديث

 

حاليًا، ممنوع الحلفان بتاتًا... كما قال السيد المسيح: "لا تحلفوا البتة... ليكن كلامكم نعم نعم، ولا لا، وما زاد عن ذلك فهو من الشرير" (مت 5: 34-37). أما في العهد القديم فقد كانت الشريعة تسمح لهم بأن يحلفوا ولكن بالصدق. إذ قال لهم الرب: "لا تحلفوا باسمي للكذب" (لا 19: 12).

ولعل بعضكم يسأل: ولماذا سمح الله لهم بذلك في القديم؟ وهل كان حلفانهم يتفق مع إكرام اسم الله القدوس؟

سمح لهم الله بذلك، لأنهم كانوا يعيشون في زمن سادت فيه الوثنية. وكانت للأمم آلهة يحلفون بها. فخوفًا على الشعب من أن يحلف بآلهة الأمم -كما حدث كثيرًا- أعطاهم الرب أن يحلفوا باسمه، إعلانًا لاسم إلههم. وتمييزًا لهم، ووقاية لهم من أن يحلفوا بالآلهة الغريبة.

St-Takla.org Image: Two bible verses using Arabic calligraphy art: "Flee from sins as from the face of a serpent: for if thou comest near them, they will take hold of thee" (Sirach 21: 2) - "Let not thy mouth be accustomed to indiscreet speech: for therein is the word of sin" (Sirach 23: 17) - Upper hall at St. Demiana Coptic Orthodox Church, Hadara, Alexandria, Egypt - (image 2) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org - 23 July 2022. صورة في موقع الأنبا تكلا: فن خط عربي: آيتان من سفر يشوع ابن سيراخ: "اهرب من الخطيئة هربك من الحية؛ فإنها إن دنوت منها لدغتك." (سيراخ 21: 2) - "لا تعود فاك فحش الكلام؛ فإن ذلك لا يخلو من خطيئة." (سيراخ 23: 17) - القاعة العليا بكنيسة الشهيدة دميانة القبطية الأرثوذكسية، الحضرة، الإسكندرية، مصر - (صورة 2) - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت - 23 يوليو 2022 م.

St-Takla.org Image: Two bible verses using Arabic calligraphy art: "Flee from sins as from the face of a serpent: for if thou comest near them, they will take hold of thee" (Sirach 21: 2) - "Let not thy mouth be accustomed to indiscreet speech: for therein is the word of sin" (Sirach 23: 17) - Upper hall at St. Demiana Coptic Orthodox Church, Hadara, Alexandria, Egypt - (image 2) - Photograph by Michael Ghaly for St-Takla.org - 23 July 2022.

صورة في موقع الأنبا تكلا: فن خط عربي: آيتان من سفر يشوع ابن سيراخ: "اهرب من الخطيئة هربك من الحية؛ فإنها إن دنوت منها لدغتك." (سيراخ 21: 2) - "لا تعود فاك فحش الكلام؛ فإن ذلك لا يخلو من خطيئة." (سيراخ 23: 17) - القاعة العليا بكنيسة الشهيدة دميانة القبطية الأرثوذكسية، الحضرة، الإسكندرية، مصر - (صورة 2) - تصوير مايكل غالي لموقع الأنبا تكلاهيمانوت - 23 يوليو 2022 م.

وهكذا قيل لهم في ناموس موسى "الرب إلهك تتقي، وإياه تعبد، وباسمه تحلف" (تث 6: 13). وكررها مرة أخرى في نفس السفر: ".. إياه تعبد، وبه تلتصق، وباسمه تحلف" (تث 10: 20). وكان المقصود بعبارة: "وباسمه تحلف" أي لا تحلف باسم آخر من أسماء الآلهة الآخري، إذ كان ذلك منتشرًا جدًا في ذلك الزمان...

وقد وضح هذا الأمر، عندما أمرهم على فم يشوع قائلًا: "لا تدخلوا إلي هؤلاء الشعوب... ولا تذكروا اسم آلهتم، ولا تحلفوا بها، ولا تعبدوها، ولا تسجدوا لها" (يش 23: 7). وقال لأرمياء: "ويكون إذا تعلموا علما طرق شعبي، أن يحلفوا باسمي (حي هو الرب)، كما علموا شعبي أن يحلفوا ببعل" (أر 12: 16).

وقد تضايق الرب جدًا من أنهم حلفوا بالبعل وبالآلهة الأخرى، حتى أنه قال للنبي في غضب: "كيف أصفح لك عن هذه؟! بنوك تركوني، وحلفوا بما ليست آلهة" (أر 5: 7).

لذلك كانت فضيلة في ذلك العصر الوثني أن يحلف الإنسان باسم الله الحي، معلنًا بذلك إيمانه به، وعدم إيمانه بالوثنية... وهكذا يقول الرب: "اسمعوا يا بيت يعقوب... الحالفين باسم الرب" (إش 48: 1). لأن نطقهم باسم الرب عندما يحلفون، كان يميزهم عن الوثنيين. وهكذا كان "يفتخر كل من يحلف به" (مز 63: 11).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

بل وصل الأمر بالسيد الرب أنه قال عن نشر الإيمان: "بذاتي أقسمت... لي تجثو كل ركبة، يحلف كل إنسان" (أش 45: 23).

ولما زالت الوثنية، وزال السبب الداعي لأن يحلفوا باسم الرب، قال السيد المسيح: "لا تحلفوا البتة" (مت 5: 34)، إجلالًا لاسم الله، لأنهم كانوا قد تمادوا في إستخدام اسم الرب بما لا يليق... وأصبحوا يحلفون بالله وبالمقدسات في غير مبالاة...

بل أن رؤساءهم من الكتبة والفريسيين وضعوا لهم قوانين عجيبة، كقولهم: "من حلف بالهيكل فليس بشيء، ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم... من حلف بالمذبح فليس بشيء، ولكن من حلف بالقربان الذي عليه يلتزم"!! وقد بين لهم السيد المسيح فساد تلك التعاليم (مت 23: 16-22). وأظهر لهم قدسية المذبح والهيكل. وأراهم أن: "من حلف بالمذبح، فقد حلف به وبكل ما عليه. ومن حلف بالهيكل، فقد حلف به وبالساكن فيه. ومن حلف بالسماء. فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه"..

وبلغ من فقد الناس لإكرام اسم الله في أقسامهم، أنهم كانوا يحلفون، وهم يستنزلون على أنفسهم أو على غيرهم اللعنات. وربما يحدث ذلك وهم يحلفون على خطأ. ولم يحدث هذا مع عامة الناس فحسب، بل حتى مع بعض القديسين.

مثال ذلك داود النبي، عندما رفض نابال الكرملي أن يعطيه طعامًا. غضب داود جدًا. وأمر رجاله أن تقلدوا سيوفهم، وأقسم قائلًا: "هكذا يصنع الله لأعداء داود وهكذا يزيد، أن أبقيت من كل ماله إلي الصباح بائلًا بحائط" (1 صم 25: 22) وكان داود على وشك أن يبر بقسمه ويريق الدماء، لولا أن إبيجايل امرأة نابال، إسترضته بالهدايا وبالكلام اللين، وطلبت إليه أن يصفح قائلة له: ويكون عندما يقيمك الرب رئيسًا "لا تكون هذه مصدمة ومعثرة قلب لسيدي إنك قد سفكت دمًا عفوًا، أو أن سيدي قد إنتقم لنفسه" (1 صم 25: 21-33). وقد شعر داود بهذا الخطأ الذي كان سيرتكبه برًا بقسمه. وأجابها: "مبارك عقلك، ومبارك أنت، لأنك منعتني اليوم من إتيان الدماء وإنتقام يدي لنفسي"..


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/ten-commandments-1-4/oath.html

تقصير الرابط:
tak.la/4d6sgvp