نلاحظ في استخدام الشيطان لآيات الكتاب أنه يخادع، ولا يذكر الآية سليمة.
فهذه الآية لم تذكر مطلقًا في مناسبة (من خيمتك) لأنه يوصي ملائكته بك، لكي يحفظونك في كل طرقك وعلي أيديهم يحملونك، لئلا تصطدم بحجر رجلك (مز 91:10 – 12).
وهنا لم يذكر الشيطان الآية في مناسبتها، كما حذف أجزاء منها لكي تتمشي مع التجربة التي يريدها.
فالحديث هنا ليس عن جبل، يلقي شخص نفسه منه. إنما عن خيمتك وطرقك، فيما أنت سائر.
ويمكن أن تؤخذ بمعني روحي بعيد تمامًا عن الإلقاء من الجبل بل يبدو أن الآية عكس ما يقصده الشيطان...
الكتاب لا يقول هنا: ألقِ نفسك من الجبل فتحملك الملائكة، أي أن تسعي بنفسك إلي التجربة، وتري ماذا يفعل الله...
بل يقول الكتاب: إن الله يمنع التجربة من أن تصل إليك. وإن وصلت إلي مسكنك يرسل ملائكته لتحفظك في سائر طرقك.
إذن الشيطان هنا يستخدم الآيات بطريقة شيطانية.
يطبقها علي غير المقصود منها. ويقولها في غير مناسبتها ويحذف ما يريد لتتفق مع أغراضه، ويحاول أن يفسرها تفسيرًا ملتويًا. خاطئًا... كمن يقص ألفاظ الآية قصًا ويفصلها تفصيلًا لكي تنطبق علي وضع معين...
بهذا الوضع استخدم الشيطان آيات الكتاب، بتفسير خاطئ، لنشر البدع والهرطقات.
ما هي الشكوك التي قدمتها الأريوسية؟ هي مفهوم خاطئ لبضع آيات. بل حتى البدع الحديثة في جيلنا، تقدم أيضًا آيات من الكتاب. فلا يخدعك الشيطان بشيء من هذا كله. واسأل عن المفهوم السليم للآية:
الشيطان يحفظ آيات من الكتاب ولكنه ليس عالمًا من علماء الكتاب!
فالعالم ليس هو الذي يحفظ الآية، وإنما هو الذي يفهم الآية فهمًا سليمًا يتمشي مع روح الكتاب كله. وما أجمل قول الرسول في ذلك وما يشبهه:
"الْحَرْفَ يَقْتُلُ وَلكِنَّ الرُّوحَ يُحْيِي" (2 كو 3: 6).
إن اليهود حينما حاربوا المسيح في موضوع تقدس السبت واعتبروه نقّاضًا للسبت لأنه يجري فيه معجزات شفاء وإقامة موتي وفتح أعين عميان... غنما كانوا يعتمدون علي آية من الكتاب تقول "اذكر يوم السبت لتقدسه... لا تعمل فيه عملًا ما" (خر 20: 8، 10) (تث 5: 12، 14).
إن المشكلة ليست في الآية، وغنما في المفهوم الخاطئ للآية...
والشيطان مستعد أن يقدم مفاهيم خاطئة كثيرة، ويستخدم آيات الكتاب لكي يضل الناس.
أو لكي يثير شكوكًا، أو لكي يعقد الناس ويضعهم أمام مستويات أعلي من مقدرتهم، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. كأولئك الفريسيين الحرفيين الذين كانوا يحزمون أحمالًا ثقيلة عسرة الحمل، ويضعونها علي أكتاف الناس، وهم لا يريدون أن يحركوها بأصبعهم" (مت 23: 4). وهكذا غلقوا ملكوت السموات قدام الناس. فلا هم دخلوا ولا جعلوا الداخلين يدخلون (مت 23: 13).
إن حرفية استخدام آيات الكتاب هي حرب مشهورة من حروب الشياطين.
علي أن هناك حربًا أخرى خاصة باستخدام الآيات، وهي طريقة أنصاف الحقائق، حيث يستخدم المحارب آية واحدة ويترك باقي الآيات المتعلقة بالموضوع، التي لا يتكامل المعني بدونها.
ولقد حدثتكم من قبل عن خطورة استخدام الآية الواحدة في مقدمة كتاب الخلاص في المفهوم الأرثوذكس. وذلك لأن الكتاب ليس هو مجرد آية إنما هو كتاب...
فكلما تقدم آية لإثبات عقيدة أو مفهوم روحي... فاستخدم نفس جواب المسيح: مكتوب أيضًا:
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/temptation/wrong.html
تقصير الرابط:
tak.la/qqffk4v