|
|
الإنسان العادي، السطحي غير العميق، ربما لا يدري الروحيات الكامنة في كل طقس من طقوس الكنيسة...
أما الإنسان الروحي، فيدخل إلى الأعماق هذه الطقوس ورموزها، ويشترك بروحه فيها...
ويتابِع بالروح تحركات الشمامسة والآباء الكهنة.
فمثلًا حينما يحمل الكاهن الإنجيل فوق رأسه، يدور به حول المذبح، يدرك الإنسان الروحي أن هذه الدورة تشير إلى انتشار الإنجيل في المسكونة كلها... ويصلي بقلبه من أجل هذا...
وحينما يمسك الشماس شمعة أمام الإنجيل، يتذكر الإنسان الروحي قول المرتل في المزمور: "سراجٌ لرجلي كلامك ونور لسبيلي" (مز 119). ويصلي إلى الله أن ينير بصيرته بما يسمعه من كلامه المقدس.
وحينما يرفع رئيس الكهنة تاجه خشوعًا واحترامًا أثناء قراءة الإنجيل، ينتقل نفس الخشوع إلى قلب الإنسان الروحي وهو يسمع، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى...
وبصفة عامة تشترك روحه في صلوات القداس وفي كل صلوات الليتورجيات. ولا يقتصر فقط على الاشتراك بحواسه، وإنما بقلبه أيضًا وروحه، لأن الروح هو الذي يحيي...
ونفس الوضع بالنسبة إلى الأعياد...
الإنسان الروحي لا ينظر إلى العيد كمجرد يوم فرح، انتهى الصوم فيه، كما يفعل الكثيرون. إنما يدخل إلى روحانية المناسبة التي من أجلها نحتفل بالعيد، ويتأملها ويعيش فيها. ففي عيد الميلاد، يفرح لأنه البدء العملي لقصة الخلاص، ويفرح بما فيها من اتضاع وحب ويفرح في عيد القيامة بما يحمل من الانتصار على الموت، وفتح باب الفردوس، ولأنه باكورة القيامة لنا جميعًا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spiritual/rite.html
تقصير الرابط:
tak.la/pqdn9hb
