إن المسيحية بدأ تاريخها بالعمق في العمل الكرازي، الذي تركز في اثني عشر رسولًا، بعضهم من جُهَّال العالم والمزدرى وغير الموجود (1كو 1: 27، 28). ولكنهم بكل جدية وأمانة والتزام، دخلوا في الخدمة، بكل جهد، وتحملوا الجلد والسجن والاضطهاد، لكي يوصلوا كلمة الله إلى كل أحد. وهكذا الذين "ليس لهم صوت ولا إلى أقطار المسكونة بلغت أقوالهم" (مز 19).
ويعبر بولس الرسول عن عمق هذا العمل الكرازي واحتماله فيقول:
"في كل شيء نظهر أنفسنا الله، في صبر كثير، في شدائد في ضرورات في ضيقات، ضربات في سجون في اضطهادات، في أتعاب، في أسهار في أصوام... كمضلين... كمجهولين... كمائتين... كحزانَى" (2كو 6: 4-10).
وعمقهم ظهر في غيرتهم المقدسة التي لم تكن تهدأ.
يعملون من أجل الرب في كل وقت، مناسب وغير مناسب (2تي 4: 2)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. حتى أثناء محاكمتهم أيضًا، مثلما وقف بولس أمام فيلكس الوالي (أع 24) وأمام أغريباس الملك (أع 25) وكانوا يتكلمون بكلمة الله بكل مجاهرة (أع 28: 31).
يُذَكِّرنَا هذا بالمبشرين الذين نقلوا الإيمان إلى بلاد شعبها من أكلة لحوم البشر...
هنا يبدو العمق في محبة الله وملكوته، والعمق في خدمة الكلمة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spiritual/proclaim.html
تقصير الرابط:
tak.la/2tajbcj