خذوا العمق الذي أخذ به إبراهيم، ليقدمه محرقة:
كان في تقدمته في عمق المحبة الله... كان يحب الله بكثير من ابنه، وحيدته، الذي تحبه نفسه، ابن المواعيد، الذي ناله بعد صبر سنوات طويلة... وفي تقدمته أيضًا كان في عمق الطاعة لله، وفي عمق التسليم للإرادة الإلهية. بل أيضًا كان في عمق الإيمان، لأنه كان يؤمن أنه على الرغم من تقدمته، لا بُد سيأتيه منه نسل مثل رمل البحر...
وفى تقدمة إسحق، كان إبراهيم في عمق العطاء.
لا يوجد عطاء أعمق من هذا، أن يقدم ابنه الوحيد، ابن المواعيد. وكمثال لعمق العطاء أيضًا الأرملة التي قدمت فلسين. لذلك مدحها الرب، وقال إنها أعطت أكثر من الجميع، ليس لمقدار عطائها، إنما لعمقه، لأنها أعطت من أعوازها (مر 12: 41-44).
لعله من أمثلة عمق العطاء أيضًا ما قدمته أرملة صرفة صيدا لإيليا النبي. كل ما قدمته هو "ملء كف دقيق، وقليل من الزيت في الكوز" (1مل 17: 12). ولكن عمق هذه التقدمة، كان في أنها كل ما كانت تملكه في وقت المجاعة، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... لتأكله هي وابنها، ثم تموت... ولكنها فضل النبي وعلى ابنها...
وعمق العطاء نراه أيضًا في أمثلة أخرى:
مثل الذي يقدم عشور أمواله، وهو في منتهى العوز والحاجة، أو يقدم بكور مرتب كان ينتظره منذ زمن ليسدد ديونه... أو خادم يقدم وقته للخدمة، في أهم أيام الامتحانات، وهو في حاجة الامتحانات، وهو في حاجة إلى كل دقيقة... أو الذي يقدم أحد أعضاء جسده، لينقله إلى مريض محتاج إليه حبًا في هذا المريض وإشفاقًا عليه، أو الذي يستدين ليعطي إنسانًا معوزًا...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spiritual/giving.html
تقصير الرابط:
tak.la/828d33m