St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   resurrection
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب تأملات في القيامة - البابا شنوده الثالث

5- القيامة معجزة متعددة الجوانب

 

1- أنها معجزة ممكنة:

هنا قدرة الله العجيبة! كيف يجمع الأجساد مرة أخرى بعد أن تحولت إلى تراب؟! أليس هو الذي خلقها من قبل من تراب، بل من عدم، فالتراب كان عدمًا قبل أن يكون ترابًا. والذي يتأمل القيامة من هذه الناحية، إنما يتأمل القدرة غير المحدودة التي لإلهنا الخالق، الذي يكفي أن يريد، فيكون كل ما يريد، حتى بدون أن يلفظ كلمة واحدة. إنها إرادته التي هي في جوهرها أمر فعال قادر على كل شيء...

نسمي القيامة إذن معجزة ليس لأنها صعبة وإنما لأن عقلنا يعجز عن إدراكها كيف تكون وإن كان العقل يعجز عن الفهم، فالأيمان يستطيع بسهولة أن يفهم...

لذلك فالقيامة هي عقيدة للمؤمنين:

الذي يؤمن بالله وقدرته، يستطيع أن يؤمن بالقيامة. والذي يؤمن بالله كخالق، يؤمن به أيضًا مقيمًا للموتى. أما الملحدون، فلا يصل إدراكهم إلى هذا المستوى. إنهم لا يؤمنون بالقيامة، كما لا يؤمنون بالروح وخلودها، كما لا يؤمنون بالله نفسه...

 

St-Takla.org Image: Resurrection of Jesus, Coptic coloring picture صورة في موقع الأنبا تكلا: قيامة يسوع المسيح، فن قبطي، صورة للتلوين

St-Takla.org Image: Resurrection of Jesus, Coptic coloring picture.

صورة في موقع الأنبا تكلا: قيامة يسوع المسيح، فن قبطي، صورة للتلوين.

2- القيامة معجزة ممكنة. وأيضًا هي معجزة لازمة، لأجل العدل ولأجل التوازن:

إنها لازمة من أجل العدل. من أجل محاسبة كل إنسان عن أفعاله التي عملها خلال حياته على الأرض، خيرًا كانت أم شرًا، فَيُثَاب على الخير، ويعاقب على الشر. ولو لم تكن قيامة، لتهالك الناس على الحياة الدنيا، وعاشوا في ملاذها وفسادها، غير عابئين بما يحدث فيما بعد. أما الإيمان بالقيامة، وما يعقبها من دينونة وجزاء، فإنه رادع للناس، إذ يشعرون أن العدل لا بُد أن يأخذ مجراه في العالم الآخر.

وهذا الجزاء لا بد أن يكون بعد القيامة واتحاد الأرواح بالأجساد:

لأنه ليس من العدل أن تجازي الروح وحدها، ويترك الجسد بلا جزاء على كل ما فعله في عصيان الروح أو في طاعتها. إذن لا بُد أن يقوم الجسد، وتتحد به الروح، ويقف الاثنان معًا أمام الله. لأن كل أعمالهما على الأرض كانت معًا كشريكين ملتزمين...

والقيامة لازمة أيضًا من أجل التوازن.

ففي الأرض لم يكن هناك توازن بين البشر، ففيها الغني والفقير، السعيد والتعيس، والمنعم والمعذب.، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى. فإن لم تكن هناك مساواة على الأرض، فمن اللائق أن يوجد توازن في السماء. ومن لم ينل حقه على الأرض، يمكنه أن يناله بعد ذلك في السماء، ويعوضه الرب ما قد فاته في هذه الدنيا، إن كانت أعماله مرضية الرب. وقصة الغني ولعازر في الإنجيل المقدس (لو 16) تقدم لنا الدليل الأكيد عن التوازن بين الحياة على الأرض والحياة في السماء.

 

3- القيامة أيضًا هي معجزة جميلة رائعة:

لأنها تقدم للعالم الآخر الحياة التالية. فالإنسان المثالي الذي تحدث عنه الفلاسفة، والذي بحث عنه ديوجين ولم يجده، والذي فكر العلماء كيف يكون... هذا الإنسان المثالي تقدمه لنا القيامة في العالم الآخر، في عالم ليست فيه خطيئة على الإطلاق، وليس فيه حزن ولا بكاء، ولا فساد ولا ظلم، ولا نقص ولا عيب. إنها معجزة تقدمها القيامة، أو هي شهوة في حياة البر تتحقق بالقيامة.

 

4- ولذلك فالقيامة معجزة مفرحة:

مفرحة لأن بها تكمل الحياة، وينتصر الإنسان على الموت، ويحيا إلى الأبد. إن الحياة الأبدية هي حلم البشرية التي يهددها الموت بين لحظة وأخرى، والتي تحيا حياة قصيرة على الأرض، وعلى قصرها مملوءة بالمتاعب والضيقات، لذلك يكون فرح عظيم للإنسان أن يتخلص من التعب ومن الموت، ويحيا سعيدًا في النعيم البدي. إنه حلم يتحقق بالقيامة... .


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/resurrection/miracle.html

تقصير الرابط:
tak.la/fx2r54j