كان السيد المسيح مع التلاميذ بالجسد... ثم صعد عنهم، ولكنه لم يفارقهم...
![]() |
صعود المسيح إلى السماء، لم يكن مفارقة لكنيسته على الأرض.
ما كان انفصالًا عن الكنيسة، ولا تركًا لها، ولا تخليًا عنها. لأنه قال "ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر" (مت 28: 20). وقال أيضًا "حيثما اجتمع إثنان أو ثلاثة باسمي، فهناك أكون في وسطهم" (مت 18: 20). إذن هو معنا في الكنيسة، وفي كل اجتماع روحي، وهو كائن معنا في المائدة في كل قداس. هو عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا" (مت 1: 23).
وسفر الرؤيا يُقدم لنا صورة مؤثرة للسيد المسيح وهو في وسط الكنائس السبع، وفي يمينه سبعة كواكب هم رعاة الكنائس (رؤ 2: 1).
وهو أيضًا ثابت فينا ونحن فيه (يو 17)، وهو أيضًا يحل بالإيمان في قلوبنا (أف 3: 17).
كل ما في الأمر إنه معنا بطريقة غير مرئية.
لأننا في مواهب العهد الجديد صرنا في حالة من النضوج الروحي، نعيش فيه بقول الرب "طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يو20: 29). إننا نؤمن بوجود الله معنا، دون أن نراه، ونؤمن بوجود الروح القدس فينا، دون أن نراه.يكفي أن نرى عمله، ونلمس يده في حياتنا...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
المسيح مع الكنيسة بمستوى أعلى من مستوى الحواس، وأعلى من مستوى المرئيات... لا نراه بالجسد ولكن نؤمن بوجوده معنا بالإيمان، والإيمان هو الإيقان بأمور لا تُرَى... (عب 11: 1).
في صعود المسيح اختفى عن أنظار التلاميذ... ولكنه لم يختف عن أرواحهم، إنه اختفاء وليس مفارقة... إنها عملية فطام للحواس، لكي تتغَذى الروح بالإيمان، ولا تبقى تحت سيطرة الحواس.
قبل أن ينضج التلاميذ روحيًا... كن يسمح لهم أن يروا ويلمسوا، ويعيشوا معتمدين على حواس الجسد... أما بعد نضوجهم. وبعد حلول الروح عليهم، فليبصروا إذن بالإيمان.
وكأنه يقول: لستم في حاجة الآن إلى أن تروني بالجسد...أنتم الآن في مرحلة النضوج، ترونني بالروح. وفعلًا في هذا النضوج لم يشعر التلاميذ مطلقًا أن المسيح قد فارقهم، فليكن إذن هذا الفكر في قلوبنا.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/pamphlet-6-ascension/did-not-leave-us.html
تقصير الرابط:
tak.la/p9a2gcb