مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب التجلي وتأملات في عيد التجلي - البابا شنوده الثالث

7- أمثلة من التجلي

 

St-Takla.org Image: The three Hebrews in the fiery furnace: Angel in the center behind them (Daniel 3) - from: Mirror of Human Salvation manuscript (image 152) (Speculum Humanae Salvationis), (Cologne or Westfalia, c1360) - Universitäts-und Landesbibliothek, Darmstadt, Germany, Hs 2505. صورة في موقع الأنبا تكلا: الفتية الثلاثة في أتون النار، ويظهر الملاك في وسطهم يحتضنهم (دانيال 3). - من مخطوط مرآة خلاص البشرية (صورة 152)، صدر في كولونيا أو وستفاليا بألمانيا، 1360 م. تقريبًا - جامعة دارمشتات التقنية، ألمانيا.

* مثال واضح: هو الثلاثة فتية في أتون النار:

لما ألقوا شدرخ وميشخ وعبدنغو موثقين في وسط أتون النار المتقدة، كانت النار في غاية الإشتعال، لدرجة أن الرجال الذين القوا هؤلاء الفتية في النار قتلهم لهيب النار (دا3: 22-23)... وعلى الرغم من ذلك، رأوا الثلاثة فتية يتمشون في النار وما بهم ضرر، ورأوا أن هؤلاء الرجال لم تكن للنار قوة على أجسامهم، وشعرة من رؤوسهم لم تحترق، وسراويلهم لم تتغير، ورائحة النار لم تأت عليهم (دا3: 25-27).

فكيف حدث ذلك؟ حقًا إن الرابع الذي كان معهم، الذي قيل انه "شبيه باين الآلهة" (دا3: 29) قد حماهم من النار، فلم تقو عليهما ولكن كيف ذلك؟

لقد منح أجسامهم لونًا من التجلي، بحيث لا تقوَى النار عليها.

لأن أجسامهم لو كانت وقتذاك في نفس الطبيعة المادية العادية التي تحترق بالنار، لأمكن للنار أن تحرقها. لكنها وُهِبَت ذلك التجلي الذي تصبح فيه غير قابلة للاحتراق.

غير أن هذا التجلي لأجساد الثلاثة فتية، كان مؤقتًا.

أي لمجرد فترة مؤقتة، هي فترة وجودهم في أتون النار. ولكن لما خرجوا منه، عادت أجسادهم إلى وضعها الطبيعي.

وهذا طبعًا غير تجلي أجسادنا في الأبدية التي تصبح بصفة دائمة أجسادًا روحانيه غير قابلة للفساد. وليس المقصود بهذا أننا نأخذ أجسادًا أخرى. ولكنها نفس الأجساد، وإنما بطبيعة أخرى. أخذت قوة من الله، وخواصًا أسمَى من المادة.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

* نقدم مثلًا آخر، وهو الفحم المحمي بالنار:

قطعة فحم، سوداء في لونها، من يلمسها قد تتسخ أصابعه بما يتركه الفحم عليها من ذراته. فإن احترقت قطعة الفحم بالنار، نراها تتوهج، وتصبح منيرة، ويصير لونها أحمر كلون النار، وقد فقدت سوادها. ومن حرارتها، ومن يلمسها تحترق أصابعه

إنه لون من التجلي لقطعة الفحم، إنها لم تفقد طبيعتها الكريونية، ولكنها أخذت بهذا التجلي خواصًا أخرى، منها التوهج والحرارة واختفاء اللون الأسود...

 

* ومثال مشابه إلى حد ما، هو الحديد المحمي بالنار...

إنه نفس الحديد في طبيعته، ولكنه اكتسب خواصًا أخرى باتحاده بالنار. من حيث الحرارة وتغير اللون، وإمكانية طرقه وتشكيله. لقد قال شيئًا من التجلي ابتعد به عن صورته السوداء.

* مثال آخر هو الزيت في المسرجة:

إنه نفس الزيت. لم تتغير طبيعته. ولكنه يعود من الكبريت، يتحول إلى نار ونور، ويصير مصدرًا للإضاءة. أليس هذا لونًا من التجلي؟! ليس له نفس الشكل السابق، بل قد تجلي كضوء ينير...

أنواع أخرى من التجلي

التجلي وتأملات في عيد التجلي كتب البابا شنوده الثالث

تجلي طبيعتنا البشرية

---