كل هذا يرينا طول أناة الله، حتى مع أعدى أعدائه. لا يلجأ إلي الضربة إلا أخيرًا، بعد أن يستنفذ كل الطرق الأخيرة.
الناس يطلبون أن هذه المرحلة الأخيرة، تكون نقطة البدء!! ولكن ليس هكذا أسلوب الله حتى مع فرعون!
الله وعد بخلاص الشعب. وقال "إني قد رأيت مذلة شعبي... وسمعت صراخهم... علمت أوجاعهم، فنزلت لأنقذهم" (خر 3: 7، 8). ولعل البعض سأل وقتذاك "أين يا رب هذا الإنقاذ؟ ولماذا تنتظر هذه المدة؟ لماذا تصبر على هذا الرجل فرعون، وتطيل بالك هكذا، ونحن نتعب؟!"
ولعل الرب يجيب على صاحب هذه السؤال فيقول:
"لولا صفة طول البال عندي، ما كنت تعيش أنت "!!
 |
أنت أيضًا فرعون مثله! وما أكثر ما يقسو قلبك!
حقًا، لولا طول أناة الله علينا، كما أطالها على فرعون، لهلكنا منذ زمان...
على أن فرعون لم يستفد من طول أناة الله. واشتد على الشعب بالأكثر، ورفض كلام موسى...
وكانت نتيجة طول أناة الله التذمر من كل ناحية:
* فرعون نفسه تذمر على موسى وهرون وقال لهما:
"لماذا يا موسى وهرون تبطلان الشعب عن أعماله؟! اذهبا إلي أثقالكما" (خر 5: 4). وتضايق فرعون وغضب. وأصدر أوامر وقرارات عكسية...
* وتذمر الشعب من الثقل الجديد الذي أضيف إليه من فرعون، "ووجدوا أنفسهم في بلية" وذهب مدبرو الشعب ساخطين إلى موسى وهرون وقالوا لهما "ينظر الرب إليكما ويقضى. لأنكما أنتنتما رائحتنا في عيني فرعون وفي عيون عبيده حتى تعطيًا سيفًا في أيديهم ليقتلونا" (خر 5: 21).
* وموسى نفسه تعب أيضًا، وذهب يعاتب الرب ويقول "لماذا أسأت يا سيد إلي هذا الشعب؟ لماذا أرسلتني؟! فإنه منذ دخلت إلي فرعون لأتكلم باسمك، أساء إلي هذا الشعب، وأنت لم تخلص شعبك!!" (خر 5: 22، 23).
فهل فشلت طول أناة الرب مع فرعون؟!
أو لنقل: بل فشل فرعون في الاستفادة من طول أناة الرب.
وماذا كانت الخطوة التالية بعد كل هذا؟
كانت طول أناه أخرى؟ وما نتيجتها؟
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/moses-pharaoh/patience.html
تقصير الرابط:
tak.la/q3mxc2d
