الخروج
الخروج بالنسبة لبني إسرائيل كان بداية حياة جديدة مع الله.
لذلك اعتبر معمودية لهم.
وفي ذلك قال القديس بولس الرسول "فإني لست أريد أيها الأخوة أن تجهلوا أن آباءنا جميعًا كانوا تحت السحابة، وجميعهم اجتازوا في البحر. وجميعهم اعتمدوا لموسى في السحابة وفي البحر" (1 كو10: 1، 2).
والخروج بالنسبة إلي بني إسرائيل كان قصة إيمان...
لم يكن فقط إيمانًا في عبور البحر الأحمر ذاته. وإنما أيضًا إيمانًا بقيادة الرب لهم. لأنهم خرجوا وهم لا يعلمون إلي أين سيذهبون... لم يكن أمامهم مكان معين سيتجهون إليه، ولم تكن أمامهم صورة واضحة لمصيرهم بعد الخروج...
كل ما كانوا يعرفونه: أنهم خرجوا ليذبحوا للرب، ليعبدوا الرب.
خرجوا وراء الله في البرية.
كما خرج أبونا إبراهيم من قبل وراء الرب "وهو لا يعلم إلي أين يذهب" (عب 11: 8). وكما خرج موسى من قصر فرعون، وهو كذلك لا يعلم إلي أين يذهب. ولكننا في حياة الإيمان نضع أمامنا قاعدة روحية هامة وهي:
ليس المهم إلي أين نذهب.
إنما المهم مع من نذهب.
ومادمنا سنذهب مع الله، إذن لا يهم إلي أين..؟
إننا مع الله لا نسأل، إنما نتقبل كل شيء في إيمان. يكفي أننا معه، ولو سرنا في وادي ظل الموت (مز 23). ولو كنا كالثلاثة فتية في أتون النار... يكفي أننا معه وهو معنا، ولو في النار (دا 3: 25).
مع الله يكفي أن تمشى خطوة واحدة. ولا تسأل عن باقي الخطوات.
وهكذا كان مع بني إسرائيل. الخطوة الواحدة هي الخروج من أرض العبودية. وهي عبور البحر الأحمر:
وماذا عن باقي الخطوات؟
هذه مهمة السحابة في النهار...
وعمود النار بالليل...
وحتى عبور البحر الأحمر، يكفي فيه الذهاب إلي الشاطئ. والله عليه الباقي.
حقًا مَنْ كان يتخيل الخطوة التالية بعد الوصول إلي شاطئ البحر الأحمر؟!
إنها كانت قدس أقداس في تدبير الله المملوء حكمة وقوة.
أما أنا فيكفينى يا رب أن تحركني من أرض جاسان، من أرض العبودية.
أنت يا رب حددت وقت الخروج، وحددت كيفيته. ليس عسيرًا عليك إذن أن تحدد بقيته...
ولتكن مشيئتك. إنها صالحة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/moses-pharaoh/exodus.html
تقصير الرابط:
tak.la/vr558yp