اعتذار واعتذارات
هناك فرق بيت اعتذار موسى عن الخدمة واعتذارت آخرين.
1 - لم يكن مثل اعتذار يونان، الذي هرب من الرب.
ولم يهرب تواضعًا، لشعور بالضعف أو عدم الاستحقاق، إنما هرب حفاظًا على كرامته، وحفاظًا على نفاذ كلمته.
خاف أن ينادى على مدينة نينوى بالهلاك. ويعود الرب فيتراءف عليها، وهكذا تسقط كلمة يونان!! لهذا هرب. ولما دخل الرب معه في عتاب، بعد توبة نينوى، قال يونان للرب وهو مغتاظ ".. لذلك بادرت بالهرب إلي ترشيش، لأني علمت أنك إله رؤوف رحيم، بطئ الغضب وكثير الرحمة، ونادم علي الشر (يون 4: 2).
2 - لم يكن اعتذار موسى عن عدم أهتمام بالخدمة.
أو رغبة في الانشغال بأمور العالم.
كما حدث للبعض ممن دعاهم رب المجد يسوع المسيح. فقال أحدهم "أئذن لي يا سيد أن أمضى أولًا وأدفن أبي" وقال آخر "أئذن لي أولًا أن أودع الذين في بيتى" (لو 9: 6: 61).
أو أولئك الذين دعاهم إلي العشاء العظيم "فابتدأ الجميع برأى واحد يستعفون: قال له الأول: إني اشتريت حقلًا، وأنا مضطر أن أخرج وأنظره، أسألك أن تعفيني. وقال آخر: إني اشتريت خمسة أزواج بقر، وانا ماض لأمتحنها، أسألك أن تعفيني. وقال آخر: أني تزوجت بامرأة، فلذلك لا أقدر أن أجئ ".. (لو 14: 18 - 20).
3 - لم يكن اعتذار موسى عن عدم غيرة، وإنما عن عدم قدرة... ولم يكن مجرد كلام اتضاع، وإنما كان شعورًا حقيقيًا بالضعف.
وأسئلته الكثيرة التي قدمها للرب في اعتذاراته، كانت دليلًا على أنه كان يأخذ الموضوع بطريقة جدية، ويعرض مشاكل هذه الخدمة أمام الله.
والله لم يقبل اعتذارات موسى، وثبت دعوته.
ومنحه هارون، والعصا. وشرح له ماذا يفعل...
والأمر الجميل الذي يستدعى الانتباه في موضوع العصا، قول الكتاب "وأخذ موسى عصا الله في يده" (خر 4: 20).
هذه كانت إذن عصا الله، وليست عصا موسى.
والمعجزات التي صنعها موسى، لم يصنعها بعصاه، وإنما بعصا الله... تلك العصا التي قال له الله عنها "وتأخذ في يدك هذه العصا التي تصنع بها الآيات" (خر 4: 17).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/moses-pharaoh/excuses.html
تقصير الرابط:
tak.la/fxg4wxq