معك وأنت معه
ما أجمل أن تشعر أن الله معك، وأنه ممسك بيدك، وهو أمامك، وعن يمينك، ومحيط بك...
أنت في يده اليمنى (رؤ 2: 1). وقد نقشك على كفه (أش 49: 16). ولا يستطيع أحد أن يخطف من يده شيئًا (يو 10: 28). بل حتى جميع شعور رأسك محصاة (لو 12: 7). إن تذكرت هذا الإله المحب لك، وجعلته أمامك، فإنك لا بد ستحبه وتشعر بالأمان والاطمئنان لوجودك في حضرته.
أتستطيع أن تحبه، وأنت لا تشعر بوجوده معك؟!
تحبه غيابيًّا، وأنت لا تشعر بوجوده؟! ليس هذا الأمر معقولًا... إننا يا أخي لسنا نحب إلهًا مجهولًا. بل هوذا الرسول يقول "الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا" (1يو 1: 1). فإن كان الرسل قد رأوه عيانا، فإننا نراه بالإيمان، مثلما قال داود النبي "... الرب أمامي في كل حين" (مز 16: 8).
إذن ما هو مركز الله عمليًّا في حياتك، لكيما تحبه؟
هل تجعله أمامك في كل حين؟ هل ترى عمله في حياتك باستمرار؟ أم تمر عليك أيام، لا يأتي فيها ذكر اله على قلبك وذهنك، إلى أن يذكرك به يوم الرب حين تدخل الكنيسة!! أم تراك تنسى أن يوم الأحد هو يوم الرب، وتسميه الـWeek End!!
حاول إذن أن تشعر باستمرار بوجودك في حضرة الله. وأن الله موجود معك، ويعمل معك ولأجلك...
على أن القديس أوغسطينوس، وهو يرى حياته في فترة ما قبل التوبة، يقول للرب عن تلك الفترة:
كنت يا رب معي. ولكنني من فرط شقاوتي لم أكن معك!
كما ظهر لتلميذى عمواس بعد القيامة، وتكلم معهما ولم يعرفاه (لو 24). وكما ظهر لمريم المجدلية ولم تعرفه وظنته البستاني (يو 20). ليتك إذن تشعر بوجودك في حضرته. وتشعر أن عيني الرب ناظرتان إليك باستمرار. وأن يده تمسك بك، وأنه يرعاك بحيث لا يعوزك شيء (مز 23: 1). هذه المشاعر تغرس الحب في قلبك.
* وليس فقط تجعل الله أمامك أو معك، بل يكون الله فيك وأنت فيه...
تكون فيه، كما يكون الغصن ثابتًا في الكرمة، لكيما يستطيع أن يأتي بثمر (يو 15: 4، 5).
وهو فيك، لأنك هيكل الله، وروح الله ساكن فيك (1كو 3: 16). وكما قال الرب "إن أحبني أحد يحفظ كلامي، ويحبه أبي. وإليه نأتي، وعنده نصنع منزلًا" (يو 14: 23).
اسأل نفسك: هل ما زلت تحتفظ بالله داخلك؟
هل الله في قلبك، وفي ذهنك، وعلى لسانك، وفي حياتك كلها... في بيتك وفي عملك. تحس وجوده معك، ويشترك معك في كل شيء؟ أم أنت قد ابتعدت عنه، وأحزنت روح الله القدوس، أو قد انفصلت عن الله بأنواع وطرق شتى؟!
حينما تكون امرأة حبلى، وتشعر بأن داخلها جنينًا حيًّا يتحرك، ويمتص حياته من دمها ويتغذَّى، فإنها تشعر خاص، وبكل حب تقول "أتغذَّى لكي أغذية"، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... وأنت في داخلك جنين روحي، ولد فيك من الروح القدس حينما عرفت الله... فهل تتغذَّى لكي تغذية؟ وغذاؤه هو الحب الإلهي، وبه يحيا ويتحرك... كما يقول المرتل للرب في المزمور "باسمك ارفع يدي، فتشبع نفسي كما من شحم ودسم" (مز 63: 4، 5)
إن كنا نتغذَّى بمحبة الله، سننمو روحيًّا...
وحينما نتغذَّى بمحبته، نقول أيضًا لغيرنا "ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: 8). كذلك حينما نتغذَّى بكل كلمة تخرج من فم الله (مت 4: 4)، وتكون لنا حياة بتناولنا من سر الافخارستيا. ونشعر بحياته فينا، فنقول مع القديس بولس الرسول:
"لي الحياة هي المسيح..." (في 1: 21) "فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيَّ" (غل 2: 20).
أتراك تشعر بحياة المسيح فيك، وبنصرته فيك، وبمجده في حياتك؟ وهل تشعر بشركة الروح القدس (2كو 13: 14) في كل عمل تعمله؟ هل أنت لا تدخل مكانًا، أو لا تعمل عملًا، إلا إذا كان يمجد اسم الله.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/with.html
تقصير الرابط:
tak.la/769xq3r