لا تفرح بالإثم
إن العدو الذي يشمت في عدوه، ويفرح بما يحل به من ظلم، أو ما يرتكبه من إثم يسيء إليه. ولكن المحب ليس هكذا. إنه يعامل حتى العدو بمحبة حسب وصية الرب (أحبوا أعداءكم) (مت5: 44). ويضع أمامه قول الكتاب:
"لا تفرح بسقوط عدوك، ولا يبتهج قلبك إذا عثر" (أم24: 17).
وإن
يعقوب لم يفرح، لما انتقم
شمعون ولاوي من شكيم لما أذل
أختهما
دينة
على أن عبارة (المحبة لا تفرح بالإثم) توجد في بعض الترجمات هكذا المحبة لا تفرح بالظلم).
فإن تعرَّض عدوك لظلم، لا تفرح بهذا، لأنه شماتة.
لئلا يرى الرب ذلك فيستاء. بل أن استطعت أن تنقذ عدوك إذا سقط، يكون هذا نبلًا منك ومحبة... إن السامري الصالح، ولما رأى يهوديًا من أعداء جنسه، وقد اعتدي عليه اللصوص وتركوه بين حي وميت، ولم يفرح بأذيته ولا بالظلم وقع عليه، بل في محبة عالجه وأنقذه (لو10: 23).
المحبة تفرح بالحق، لأنه يوافق مشيئة الله.
لذلك سرّها أن كل إنسان ينال حقه، ولا يحيق به الظلم، حتى إن كان عدوًا لذلك فالإنسان المحب يدافع عن المظلومين، ولو كانوا من خصومه أو مقاوميه.
ويمكن أن نأخذ هذه الوصية من جهة محبتنا لله.
فإذا نحن أحببنا الله، لا نفرح بالإثم، بل نفرح بالحق، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. لأن الإثم عداوة لله الذي نحبه. والحق هو الله. وقد قال الرب: (وتعرفون الحق والحق يحرركم) (يو8: 32). ففي محبتنا لله، لا بُد أن نلتصق بالحق. ولذلك بالحق. ولذلك فإن الذي يدافع عن الباطل، ولو باسم الشفقة، وهو بعيد عن الحق، وبالتالي هو بعيد عن الله...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/sin.html
تقصير الرابط:
tak.la/9arnkh8