لا تظن السوء:
المحبة لا تظن السوء، فلا تحتد.
حتى في الأخطاء الواضحة، لا ترى أن من ورائها قصدًا سيئًا، وربما تعزوها إلى جهل أو عدم الفهم، أو لنية طيبة... المحبة مع من تحبه في جو من الثقة، ولا تشك في تصرفاته ولا في نواياه، مهما بدا التصرف غريبًا.
السيد المسيح لم يفقد الثقة في محبة تلاميذه على الرغم من أخطائهم.
ناموا في بستان جثسيماني وقت جهاده. وهربوا وقت القبض عليه، واختفوا في العُلِّيَة خائفين من اليهود. وشكوا في قيامته. ولم يصدقوا المجدلية ولا تلميذيّ عمواس (مر16: 9-12). كذلك لما تحدث النسوة عن القيامة (تراءى كلا مهن لهم كالهذيان، ولم يصدقوهن) (لو24: 11). وعلى الرغم من كل ذلك بقيت محبة السيد الرب لهم كما هي. ولم يحط إخلاصهم بشيء من سوء الظن، حسبما يحكم الآخرون...! (طبعًا بالنسبة للسيد المسيح لا نستعمل عبارة الظن، لأن كل معرفته يقينية. لكن نقول إن ثقته فيهم بقيت كما هي، على الرغم من سوء موقفهم وكثرة أخطائهم).
ونحن في علاقتنا من الرب نفعل هكذا.
مهما أصابتنا التجارب والضيقات والأحزان من كل ناحية، لا نشك في محبة الله لنا، ولا نظن السوء كأن الله قد تخلَّى عنا، بل نقول في ثقة (كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله) (رو8: 28). جاعلين أمامنا قول القديس يعقوب الرسول: (احسبوه كل فرح يا أخوتي، حينما تقعون في تجارب متنوعة) (يع1: 2).
وبالمثل في علاقتنا مع الآباء الروحيين والجسديين.
لا نظن السوء في أي أمر منهم أو أي تصرف، مهما بدا لنا غريبًا. إنما نقول لعل هناك حكمة وراء ذلك لا ندركها الآن، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وهكذا نفعل مع أخوتنا ومع زملائنا في الخدمة، لأن المحبة لا تظن السوء.
وبهذا المبدأ يسود السلام في الأسرة وفي المجتمع.
لأن ظن السوء بالإضافة إلى كونه ضد المحبة والثقة، فإن يشيع الشك والتخويف، مما يسبب تفكك العلاقات، وعدم القدرة على التعاون، وكذلك عدم تصديق أية كلمة،، والشك في أي تصرف، كما يحمل لونًا من الظلم للآخرين وقد يكونون أبرياء.
عدم السوء، وهو من صفات المحبة، يعطي شعورًا بالأمان والاطمئنان.
ننتقل إلى صفة أخرى من صفات المحبة وهي:
المحبة لا تفرح بالإثم، بل تفرح بالحق.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/assume.html
تقصير الرابط:
tak.la/3hd6j52