لأنه: ما هي الصلاة في المفهوم الروحي؟
إنها ليست مجرد كلام موجه إلى الله أو حديث معه، أو مخاطبة له... فهذا هو الشيء الظاهري. لكن المعنى الحقيقي والباطني هو أن الصلاة هي محبة واشتياق إلى الله، للتمتع به. وهذه المحبة نحو الله هي التي تجعلك تصلي، وهي التي تدفعك إلى الحديث معه. إذا الكلام مع الله هو مجرد نتيجة الحب الموجود في القلب أو هو مجرد تعبير عن هذا الحب
فإذا لم يوجد هذا الحب في قلبك ألا تكون صلاتك مجرد كلام لا يدخل إلى حضرة الله؟!
ألسنا نقول قي صلواتنا (فلتدن وسيلتي قدامك ولتدخل طلبتي إلى حضرتك) (مز 119). مثال ذلك صلاة الفريسي الذي كانت أطول من صلاة العشار ومع ذلك لم يخرج من الهيكل مبررًا مثلما خرج العشار (لو18: 14). لماذا؟ لأن صلاته لم تكن مقبولة إذ لم تكن فيها حب الله، بل كان فيها حب للذات ومديح لها في قوله أني لست مثل سائر الناس الظالمين الخاطفين الزناة. كما لم يكن في حب للغير إذ في صلاته أدان العشار قائلًا (ولا مثل هذا العشار).
إذن في الصلاة: الحب هو الأصل، والكلام هو التعبير. كما أن اللسان فيها يتحدث كذلك القلب أيضًا يتحدث. ومشاعر الحب التي في القلب، حتى بدون كلام، تعتبر. صلاة أما كلام الصلاة بدون حب، ليس هو صلاة...
وما أجمل مثال داود النبي الذي قال "كما يشتاق الإيل إلى جداول المياه. هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله. عطشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي" (مز 42: 1-2). (يا الله أنت الهي، وإليك أبكر. عطشت نفسي إليك يشتاق إليك جسدي) (مز 63: 1) (متى أقف وأتراءى أمام الله) كنت أذكرك على فراشي، وفي أوقات الأسحار كنت أرتل لك (مز 63) (سبقت عيناي وقت السحر لأتلو في جميع أقوالك) (مز 119)... كل هذا حب واشتياق...
بعكس ذلك كان الفريسيون، الذين "لعلة كانوا يطيلون صلواتهم" (مت 23: 14).
صلوات طويلة، ولكنها غير مقبولة، لأنها خالية من الحب، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. وبالمثل أولئك الذين كانوا يصلون في المجامع، وفي زوايا الشوارع لكي. يراهم الناس (مت 6: 5). ماذا كان هدفهم من الصلاة سوى محبة المديح الباطل، وليس محبة الله. إنها الذات ، التي لا يوجد بينها وبين الله صلة، حتى في الصلاة... المريضة
إن الله لا يريد الشفتين، بل القلب (مت 15: 8). وهو يقول باستمرار (يا ابني أعطني قلبك) (أم 23: 26).
يريد قلبك في الصلاة، عامرًا بالحب نحوه، ونحو قريبك.
لذلك قال (إن قدمت قربانك قدام المذبح. وهناك تذكرت أن لأخيك شيئًا عليك، فاترك هناك قربانك قدام المذبح، واذهب أولًا أصطلح مع أخيك. وحينئذ تعال وقدم قربانك (مت 5: 23- 24). إنه لا يريدك تتقدم إلى المذبح بغير حب ولا يقبل قربانك بغير حب...
لذلك اخلطوا كل أعمالكم بالحب. اخلطوا فضائلكم به
إن كل عمل من أعمالك يخلو من الحب، إنما يخلو من قيمته ومن أهميته. ولا يكون هو عمل الله فيك.
إن كان الله يعمل فيك، فالمحبة تعمل فيك، لأن الله محبة. حينئذ تكون كل أعمالك محبة، كما قال الرسول: "لِتَصِر كل أموركم في محبة" (1كو 16: 14).
حتى مشاكلكم تحلونها أيضًا في محبة على قدر إمكانكم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/prayer.html
تقصير الرابط:
tak.la/9nzj2z7