النفس الواحدة:
اهتمام الرب بالأشياء الصغيرة نجده أيضًا من أمثلة التوبة:
الدرهم المفقود مثلًا، ما قيمته، حتى توقد صاحبته (أي الكنيسة) سراجًا، وتفتش باجتهاد حتى تجده ومتى وجدته تدعو الصديقات والجارات، قائلة افرحن معي، لأني وجدت الدرهم أضعته (لو 15: 8، 9).
إنه ليس دينارًا، ولا قطعة ذهبيه، ولا حتى فضية... بل هو مجرد درهم... ولكن محبة الله تشمل الصغار مهما كانت قيمتهم تبدو ضئيلة!
إن اهتمام الرب بالنفس الواحدة، دليل على محبته الفائقة:
حتى لو كانت نفس زكا العشار (لو 19) أو مريم المجدلية التي اخرج منها سبعة شياطين (لو 8)، أو حتى لو كانت نفس المرأة المضبوطة في ذات الفعل (يو 8)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى... أو كانت نفس ذلك الخروف الواحد الضال، الذي من أجل إرجاعه ترك التسعة والتسعين، وبحث عنه حتى وجده، وحمله على منكبيه فرحًا، ودعا الأصدقاء والجيران، قائلًا افرحوا معي... لأنه يكون فرح قدام ملائكة الله بخاطئ واحد يتوب (لو 15: 4-10).
محبة الله تعطينا فكرة عن قيمة النفس الواحدة قدامه.
حتى لو كانت ضالة فوجدت، أو ميتة فعاشت (لو 15: 24، 32).
إنه لا يهتم بالنفس فقط، بل أيضًا بكل ما يتعلق بها... انظروا كيف يطمئن تلاميذه قائلًا: "أَمَّا أَنْتُمْ فَحَتَّى شُعُورُ رُؤُوسِكُمْ جَمِيعُهَا مُحْصَاةٌ. فَلاَ تَخَافُوا!" (مت 10: 30-31؛ لو 12: 7).
إن الله لم يقصر محبته على الإنسان وحده، بل اهتم بالخليقة كلها.
هوذا يقول عن عنايته هذه "تأملوا زنابق الحقل كيف تنمو: لا تتعب، ولا تغزل. ولكن أقول لكم ولا سليمان في مجده، كان يلبس كوحدة منها" (مت6: 28، 29)... نعم، ما هذا الجمال كله الذي وهبه الله لهذه الزهور والورود، في متنوع ألوانها وفي رائحتها، وفي مقدار العطر المخزون فيها، والشهد المأخوذ منها...!!
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/one.html
تقصير الرابط:
tak.la/8xhppdz