عاشِرهُ:
ولكي تعرف الله وتحبه، ينبغي أن تعاشره.
مجرد القراءة وحدها لا تكفي. فعملها هو أن تفتح الباب، فتدخل أنت وتعيش مع الرب، وتختبر بنفسك حلاوة العشرة مع الله. لذلك جرب الحياة مع الله، جرب العمل مع الله، وأن تشركه معك في شيء.
لذلك جرب كيف تتخذه لك صديقًا، وتشرح له أسرارك وأفكارك وكل أمورك، وترى ماذا يعمل معك ولأجلك. اختبر أيضًا كيف تعتمد عليه، أكثر مما تعتمد على فكرك ومواهبك...
لا تأخذ من الله موقفًا سلبيًا أو منعزلًا.
لأن هذا لا يمكن أن يوصلك إليه وإلى محبته... ولا يمكن أن تذوق الرب وحلاوته بهذه السلبية... تقدم إذن إلى الرب وَكَوِّن معه علاقة، حاول أن تعمق هذه العلاقة يومًا بعد يومًا.
إن كنت لم تجرب بعد عِشْرة الله ومحبته على هذه الأرض، فكيف ستعيش معه إذن في الأبدية؟!
محبتك لله هنا، هي مذاقه الملكوت... فإن ذقت ما أطيب الرب، ستشتاق إلى الحياة الأبدية، التي يقول عنها الرسول (نكون كل حين مع الرب) (1تس4: 17). بل إن الرب يقول (آتي وآخذكم إلي، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا) (يو14: 3)، كما ذكرنا أيضًا هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت في أقسام أخرى. فكيف تكون كل حين مع الرب، إن لم تحبه همنا وتجرب عشرته؟! فتشتاق إلى الوجود الدائم معه في الأبدية...
ولتكن علاقة مباشرة معه لأجل ذاته هو...
فإن أخطأت، احجل منه أكثر مما تخجل من أب الاعتراف، وقل له (لك وحدك أخطأت والشر قدامك صنعت) (مز50). اشعر أنك أخطأت إليه قبل أن تخطئ إلى الناس. حاول أن تكون علاقة مع الله نفسه، وليست فقط علاقة وصاياه.
ليكن لك الشركة معه (1يو1: 6). وهذه الشركة تقودنا إلى حفظ وصاياه فنحفظها عن حب، إذ أن الله يملأ كل فكرنا. ولهذا نضم صوتنا إلى صوت الرسول ونقول (وَأَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الْمَسِيحِ) (1كو 2: 16)...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/love/living.html
تقصير الرابط:
tak.la/tg3n54n