يمكن معالجة خطية إدانة الآخرين، عن طريق إدانة النفس...
* وقد شرح القديس مارأوغريس، كيف أن كلًا منهما ضد الأخرى فقال:
"إن دِنَّا أنفسنا، وحكمنا على أنفسنا أننا أشرار، يبدو الناس أمامنا أطهارًا وملائكه. وإذا دنا الناس وحكمنا عليهم بأنهم أشرار، نبدو نحن أمام أنفسنا أننا ملائكة وقديسين".
* في إحدى المرات مدح بعض الآخوة شخصًا أمام القديس الأنبا بيمن، وقالوا في سياق الحديث إنه يكره الأعمال الشريرة. فسألهم عن معني عبارة "يكره الأعمال الشريرة التي يعملها الناس".
* قال القديس الأنبا باخوميوس "إن الإدانة تأتي من تعظيم القلب. أمام المتضع، فإنه يعتبر كل الناس أفضل منه".
وقال القديس باخوميوس:
"احفظ نفسك من ذلك الفكر الذي يجلب عليك تزكية ذاتك وازدراء أخيك، لأنه مغبوط جدًا قدام الله ذلك الإنسان الذي يكرم غيره ويرذل نفسه".
لذلك كلما يأتيك فكر إدانة لأحد، تذكر خطاياك. وقل: هذا الإنسان أبر مني لأني فعلت كذا وكذا. ولا يمكن أن يكون هو قد وصل إلى هذه السقطات التي وقعت فيها أنا.
إنك إذا لم تفكر في عيوبك، فسوف تقع في عيوب غيرك.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
* لذلك يقول مارإشعياء: إن تركت الاهتمام بخطاياك ولم تنشغل بها، وقعت في خطايا غيرك.
* سأل أحد الأخوة شيخًا من شيوخ الرهبنة "ما هو السبب في أني أدين الأخوة دائمًا؟". فإجابه الشيخ: لأنك لو عرفت نفسك، لما تفرغت لغيرك. لأن الذي يهتم باخراج الخشبة من عينه، لا يتفرغ لاخراج القذي من عين أخيه.
ولهذا إن فكرت أن تدين إنسانًا، قُلْ لنفسك "أنا أيضًا خاطئ". "إن فحصت نفسي جيدًا، ووجدت إنني بلا خطية، فلأقذفه بهذا الحجر"...
* في أحدي المرات طردوا أخًا من المجمع، واخرجوه خارجًا خارجًا. فسأل القديس بيساريون عن السبب، فقيل له بسبب الخطية التي وقع فيها. فقام القديس بيساريون وخرج هو أيضًا خارج المجمع، وهو يقول: "وأنا أيضًا خاطئ".
* ومعروفة قصة القديس موسى الأسود، الذي دعي إلى المجمع لمحاكمة أخ أخطأ. فحضر وهو يحمل على ظهره كيسًا مثقوبًا ومملؤءًا بالرمل. فسأله. لماذا فعل هكذا؟ فقال "هذه خطايا وراء ظهري تجري، وقد جئت لأدين أخي على خطيئته!!"...
* أخ سأل الأنبا بيمن قائلًا "كيف أستطيع ان لا أقع في الناس؟" فأجابه: إذا لام الإنسان نفسه، فحينئذ يكون أخوه عنده أكرم وأعظم. أما إذا نظر إلى نفسه بأعجاب، يكون أخوه في نظره خاطئة ومدانًا.
قال مار إسحق: "مغبوط هو الإنسان الذي يكرم أخاه، ويدين نفسه. ومغبوط هو الذي يري في عيوب الآخرين سقطات نفسه".
أي أنه كلما يري عيبًا في الآخرين، يبحث داخل نفسه، فسيجد أن هذا العيب فيها. فيلوم نفسه بدلًا من أن يدين غيره...
وإذا رأَى الناس يوبخون شخصًا على خطأ معين، يقول لذاته "هذا القلم على خدك يا أرساني".
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/judge-not-others/humility-self-condemnation.html
تقصير الرابط:
tak.la/b2xp24h