إن اتاك فكر أنك إنما تدين لأجل اصلاح الآخرين، وبدافع من الغيرة المقدسة، حينئذ قُلْ لنفسك:
ليس من أجل إصلاح الآخرين، أنا أخسر نفسي!
وقُل أيضًا: هل أنا الذي أقيم نفسي مصلحًا للآخرين؟ أم إنني مكلف بذلك رسميًا أمام الله، بحيث يتعبني ضميري إن لم أفعل؟ ثم وصلت أنا إلى المستوى الذي أصلح فيه غيري؟
وإن كنت قد اؤتمنت فعلًا على وكالة (1 كو 9: 17)، فلتضع أمامك هذه القاعدة الروحية الهامه:
الذي يريد أن يصلح الآخرين، ينبغي أن يصلحهم بطريقة صالحة.
ويأتي ذلك بالحب وبالاتضاع، وبالكلمة اللطيفة الهادئة، وعدم جرح شعور أحد فيما تريد صلاحه. وأيضًا عدم كشف عيوبه أمام الناس.
ولا يمكن أن يصلح أحدًا بتغييره أو مسك سيرته.
وفي هذا الأمر ما اجمل قول الرب "فيما بينك وبينه وحدكما" (متى 18: 15). ويقول القديس يوحنا ذهبي الفم في تأملاته حول هذه الآية "اسمعوا ما يقول المسيح... وبخه فيما بينك وبينه، ولم يقل بينك وبين كل المدينة، ولا بين كل الشعب... إنه توبيخ في السر، لكي يكون الاصلاح سهلًا".
والله يفعل معك مثل هذا، في السر أيضًا:
فهو حينما يريد أن يبكتك على خطيئتك ويقودك إلى التوبة، يفعل هذا في سر من الأسرار الكنسية، فيما بينك وبين كاهنه سرًا، وليس في اعتراف علني....
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وفي الدفاع عن الحق واصلاح الآخرين أذكر قول بولس الرسول:
"أيها الأخوة إن إنسيق إنسان، فأخذ في زلة، فاصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة، ناظرًا إلى نفسك لئلا تجرب أنت أيضًا" (غل 6:1).
وأيضًا قول القديس يعقوب الرسول "من هو حكيم وعالم بينكم، فلير أعماله بالتصرف الحسن في وداعة الحكمة. ولكن إن كانت لكم غيره مرة وتحزب في قلوبكم، فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق. ليست هذه الحكمة نازلة من فوق..." (يع 3: 13-15).
نقطة أخرى وهي: عليك ان تختبر نفسك جيدًا:
أحقًا أنت تدين من أجل اصلاح الآخرين؟
هل دوافعك هي مجرد مقدسة خالصة، غير مختلطة بمشاعر أخرى:
أم ان الدافع الحقيقي هو عدم محبة هذا الشخص، وحقد مستتر، أو شماته بإنسان مخطئ، أو محاولة اظهار أنك تعرف أكثر، وأنك بالقارنة أفضل، واظنك في موقف المعلم والمؤدب والقائد! اختبر نفسك جيدًا.
وإن كنت في غيرتك تدعي أنك تأخذ حق الله من الناس،
فهل أخذت أولًا حق الله من نفسك؟
هل بدأت باصلاح نفسك، قبل أن تقوم باصلاح غيرك؟ هل أصبحت "تبصر جيدًا" (متى 7: 5) بحيث تستطيع أخراج القذى من عين أخيك، دون ان تتلف عينة؟ على أنه في موضوع اصلاح الآخرين، نحب أن نضع أمامك: مثل الزوان والحنطة.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/judge-not-others/fixing-others.html
تقصير الرابط:
tak.la/6nzz2qy