مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب إدانة الآخرين - البابا شنوده الثالث

13- لا تحكموا قبل الوقت

 

قال القديس أوغسطينوس في تفسير هذه الآية (1 كو 4: 5):

هناك خطايا واضحة قال عنها الرسول "خطايا بعض الناس واضحة تتقدم إلى القضاء" (1 تي 5: 24). هذه الخطايا الواضحة إذا صدر عنها حكم، لا يكون حكمًا متسرعًا. ولكن هناك أمورًا أخرى غير واضحة إذا صدر عنها حكم، لا يكون حكمًا متسرعًا. ولكن هناك أمورًا أخرى غير واضحه، سيعلنها الله حينما يكشف ما في القلوب وينير خفايا الظلام (1 كو 4: 5). عن هذه الأمور قال الكتاب "لا تحكموا قبل الوقت"..

St-Takla.org Image: Waiting, sand clock, time, details 2012, used with permission - by Mina Anton. صورة في موقع الأنبا تكلا: انتظار، ساعة رملية، الوقت، تفاصيل، 2012، موضوعة بإذن - رسم الفنان مينا أنطون.

لأن تصرفًا قد يبدو لنا أنه خطأ، ولكن حينما يكشف إله نيات القلوب يظهر أنه تصرف سليمًا، وحينما يكشف الله نيات القلوب يظهر أنه خطأ. فلا تحكموا إذن قبل الوقت في هذه الأمور التي نيتها غير واضحة، والتي ستبقي مخفاة إلى أن يعلنها الله.

إذن حكمنا هو في الأمور الواضحة. أما غير الواضحة فنتركها لله، إلى أن يعلنها.

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

 

3- لا يجوز أن تحكموا على أحد وأنت مثله، أو أسوأ:

وهذا واضح من قول السيد المسيح للذين طلبوا رجم المرأة المضبوطة في ذات الفعل. فمع أن الخطيئة كانت واضحة وفاضحة وثابتة، إلا أنه قال لهم "من كان منكم بلا خطية، فليرمها أولًا بحجر" (يو 8: 7). فانصرفوا جميعًا وتركوها لأن الكل خطاة. والمثل يقول "من كان بيته من زجاج، لا يقذف الناس بالحجارة".

لذلك فالإنسان المتواضع لا يدين أحدًا...

إنه ينصت في انسحاق قلب إلى قول السيد المسيح "لماذا تنظر القذَى في عين أخيك. وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها..؟! يا مرائي اخرج أولًا الخشبة من عينك. وحينئذ تبصر جيدًا أن تخرج القذي من عين أخيك" (متى 7: 3-5).

والمتضع إذًا اضطر أن يدين، يفعل ذلك باتضاع.

لا بعجرفة، ولا بكبرياء، ولا باحتقار وازدراء لغيره. ويكون موضوعيًا، فلا يجرح إحساس غيره ولا يخجله. وكما قال الرسول "أيها الأخوة إن إنسيق إنسان، فأخذ في زلة، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعه، ناظرًا إلى نفسك لئلا تجرب أنت أيضًا. احملوا بعضكم اثقال بعض" (غل 6: 1، 2).

 

4- ولا تكون الإدانة بحقد ولا بغيظ ولا بكراهية:

حتى إن كان الذي يدين بفعل ذلك بسلطان وعن معرفة، إلا أن ادانته إذا ما إذا ما اختلطت بالكراهية والحقد تصبح إدانة خاطئة. لأن "المحبة لا تفرح بالاثم، بل تفرح بالحق" (1كو 13: 6)

الحكم بالحق

إدانة الآخرين كتب البابا شنوده الثالث

شروط الإدانة غير الخاطئة

---