إلين هوايت تعتبر هذه العبارة التي صدرت من السيد المسيح، عبارة يأس. وهي صرخة تدل على انفصاله عن الآب (ص714)!!
إن السيد المسيح لم ينفصل عن الآب، ولا انفصل عن لاهوته الشخصي. فهذا ضد قوله "أنا والآب واحد" (يو 10:30). وأيضًا ضد قوله "أنا في الآب، والأب في" (يو 14: 10). كذلك لو انفصل عن لاهوته، لأصبحت كفارته لا تكفي لمغفرة جميع الخطايا لجميع الناس في جميع العصور. فهذه الكفارة غير محدودة، سببها اتحاده باللاهوت.
ليس كما تقول إلين هوايت في ص 688: ولكن الله تألم مع ابنه! كلا، فإن تألم اللاهوت هرطقة. ولكن ناسوت المسيح تألم فيما هو متحد باللاهوت، دون أن يتألم
اللاهوت.
أما إلين هوايت فتقول عن السيد في وقت الظلمة ما بين الساعة السادسة والتاسعة: "كانت تلك الظلمة رمزًا للعذاب والرعب اللذين كانا يضغطان على قلبه. وصرخ وقال إلهي إلهي لماذا تركتني. وسمعوا صرخة اليأس التي نطق بها" (ص 714، 715).
إن السيد المسيح في قوله إلهي إلهي لماذا تركتني كان ينبه اليهود إلى المزمور 22 الذي يبدأ بهذه العبارة، وهو مزمور يركز على أحداث آلامه بتفصيل شديد!
يكفي ما ورد فيه "جماعة من الأشرار اكتنفتنى، ثقبوا يدي ورجلي وأحصوا كل عظامي... يقتسمون ثيابي بينهم، وعلى قميصي يقترعون" (مز 22: 16-18).
إن داود لم يحدث له شيء من هذا، ولكنها آيات كتبت بالوحي عن آلام المسيح، لو أنها تفرست فيها بعمق.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
كذلك ذكر السيد المسيح هذه العبارة، ليثبت أن اللاهوت لم يمنع الألم عن الناسوت في وقت الصلب.
لأنه لو حدث ذلك، لكان الصلب بغير الآلام مجرد شكليات خارجية، لا يمكن أن نسميها كفارة عن خطايانا... لأنه في الكفارة قد تألم عنا، ودفع الثمن عنا.
فمعنى تركتني التي قالها السيد أثناء صلبه، معناها تركتني للألم، وليس معناها تركتني أي انفصلت عنى.
ومعناها أن السيد المسيح لم يستخدم لاهوته من أجل راحة ناسوته. وهذا مبدأ سلك به طول فترة تجسده على الأرض.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
تقصير الرابط:
tak.la/4w8sp8q