St-Takla.org  >   books  >   pope-sheounda-iii  >   heresies-of-seventh-day-adventists
 

مكتبة الكتب المسيحية | كتب قبطية | المكتبة القبطية الأرثوذكسية

كتاب بدع السبتيين الأدفنتست - البابا شنوده الثالث

35- الرد على ادعاء السبتيين بأن النعيم الأبدي يكون على الأرض

 

الرد عليهم:

ونرد على هذا فنقول: الأرض التي وعد بها الله أبانا إبراهيم في العهد القديم هي أرض تفيض لبنًا وعسلًا. فهل في هذا الملكوت الأرضي المزعوم سنرجع إلى أرض تفيض لبنًا وعسلًا؟! وهل هذا يتفق مع الأجسام الروحية التي ستكون لنا في الأبدية؟!

وفي سفر التثنية الذي اقتبس منه السيد المسيح رده على الشيطان (تث8:3) ورد "لأن الرب إلهك آت بك إلى أرض جديدة، أرض أنهار من عيون وغمار تنبع في البقاع والجبال أرض حنطة وشعير وكرم وتين،ورمان، أرض زيتون زيت وعسل، أرض لا تأكل فيها خبزك بالمسكنة (تث8: 7- 9).

فهل هذه هي الأرض التي سوف نعيش فيها في الأبدية، حيث سيكون لنا أجسام روحية غير مادية، هذه التي قال عنها الرب إن" لحمًا ودمًا لا يقدران أن يرثا ملكوت الله" (1كو 15: 50،49).

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

St-Takla.org Image: Second Coming: A rendering of the second coming: (Mark 13) - from the book: History of Jesus Christ (Historia von Iesu Christi), by Johann Christoph Weigel, 1695. صورة في موقع الأنبا تكلا: المجيء الثاني: (مرقس 13) - من كتاب: تاريخ السيد المسيح، يوهان كريستوف فيجيل، 1695 م.

St-Takla.org Image: Second Coming: A rendering of the second coming: (Mark 13) - from the book: History of Jesus Christ (Historia von Iesu Christi), by Johann Christoph Weigel, 1695.

صورة في موقع الأنبا تكلا: المجيء الثاني: (مرقس 13) - من كتاب: تاريخ السيد المسيح، يوهان كريستوف فيجيل، 1695 م.

إن عبارة إلى الأبد تعني أحيانًا ما لا نهاية، كما تعني فترة طويلة لها ما بعدها. ولذلك نقول عن المالانهاية أبد الآبدين. أو أبد الأبد، أي أن تلك الآباد لها أبد فوقها.

إذن ليست في كل مرة كلمة (الأبد) تعني مالانهاية.

* خذوا مثالًا لذلك العبد الذي كان يستعبد سِت سنوات ويُطلق في العام السابع. يقول الكتاب "إن هذا العبد إذا كان لا يريد أن يُطلق وأراد أن يعيش معك "يقدمه سيده إلى الله، ويثقب أذنه بالمثقب، فيخدمه إلى الأبد" (خر 21: 6،5). ومعنى هذا أن يخدمه كل فترة (خر حياته، وليس معناها إلى مالانهاية لأنه بعد موته سوف لا يظل عبدًا لسيده، ولا سيده سوف يعيش إلى الأبد.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

* آية أخرى تفيد نفس المعنى، وهي قول حنة أم صموئيل، حينما أصعدته إلى جبل شيلوه، ليخدم هيكل الرب هناك طول حياته حسب نذرها - قالت عنه لرجلها "متى فطم الصبي، آتي به ليتراءى أمام الرب، ويقيم هناك إلى الأبد" (1 صم 1: 22). ولم تقصد طبعًا إلى أبد الدهور. بل لما سلمته لعالى الكاهن قالت له عنه أعطاني الرب سؤلي الذي من لدنه وأنا أيضًا قد أعرته للرب جميع أيام حياته هو عارية للرب" (اصم1: 28،27).

إذن عبارة إلى الأبد هنا تعني طول أيام حياته...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

* آية أخرى بنفس المعنى، وهي قول الرب لداود النبي إن حفظ بنوك عهدي وشهاداتي التي أعلمهم إياها، فبنوهم إلى الأبد يجلسون على كرسيك" (مز 132:12). هذه أيضًا تعني مدة محدودة ولا تعني إلى دهر الدهور...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

* مثال آخر عن دانيال النبي -بعد أن ألقوه في جب الأسود- أتى الملك داريوس باكرًا عند الفجر، وذهب مسرعًا إلى جب الأسود، ونادى دانيال بصوت أسيف وقال له: يا دانیال یا دانيال عبد الله الحي، هل إلهك الذي تعبده دائمًا قدر أن ينجيك من جب الأسود؟ فأجابه دانيال قائلًا يا أيها الملك عش إلى الأبد. إلهي أرسل ملاكه وسدّ أفواه الأسود" (دا 6: 22،21). فهل طلب دانيال أن يعيش الملك داريوس إلى أبد الدهور؟! كلا، بل أن يعيش حياته في سلام...

* بنفس المعنى تمامًا كان حديث بتشبع مع داود الملك زوجها، حينما ذكرته بوعده أن يخلفه على الملك سليمان ابنها، فحلف لها داود بأن سليمان سيملك بعده ويجلس على كرسيه حينئذ "خرت بتشبع على وجهها إلى الأرض وسجدت للملك، وقالت: ليحيى سيدى الملك داود إلى الأبد" (1مل1: 31). فهل كانت تعني أن يحيا داود إلى أبد الدهور؟ كلا طبعًا... وهل عاش داود هكذا أم مات ودفن؟!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

* مثال آخر عن تلك المدينة التي عبد أهلها آلهة أخرى، وأمر الله أن تُحرق بالنار تهدم فتكون تلًا إلى الأبد لا تبنى بعد (تث 13: 16). فهل هناك تل خراب سيبقى إلى أبد الدهور" أم عبارة إلى الأبد هنا تعني ذلك العهد أو الزمن؟!

من كل هذه الأمثلة فإن معنى قول الله لإبراهيم أن يعطيه تلك الأرض ولنسله إلى الأبد! لا تعني مطلقًا إلى أبد الدهور لأنه يقف أمامنا، وأمامها، قول الرب إن الأرض ستزول (مت 5: 18). ويقول سفر الرؤيا: إن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا، والبحر لا يوجد فيما بعد (رؤ 21: 1).

فهل من المعقول أن الله يعدنا بملكوت أبدي في أرض ستزول؟!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

فما هذا النعيم الأرضي الذي يؤمنون به يرجعون إلى وعد الرب بقوله "يبنون بيوتًا ويسكنون فيها، ويغرسون كرومًا ويأكلون أثمارها.." (أش65: 21). وهذا الكلام كان وعدًا للراجعين من السبي، وليس عن الحياة في الأبدية إنه مثال لإستخدام الآيات في غير موضعها وفي غير مناسبتها...

فهل في النعيم الأبدي سنجهد أنفسنا في بناء بيوت أم أننا سنجد كل شيء جاهزًا، كما قال السيد الرب "أنا ماض لأعد لكم مكانًا" (يو 14: 2) ويقول الوحي الإلهي "لأننا نعلم أنه إن نفض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السموات بناء من الله، بیت غیر مصنوع بید، أبدى" (2 كو5: 1). هذا ما وعدنا به الله. بيت في السماء، بيت غير مصنوع بيد، أبدى... وليس أننا نبنی لأنفسنا بيوتا..!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

ثم هل من المعقول أننا في الأبدية نغرس لأنفسنا كرومًا. نأكل من أثمارها؟! وهل في السماء كروم وثمار ومتع جسدية؟! أم فيها "ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر" (1 كو 2: 9). وواضح أن الكروم والثمار لا ينطبق عليها هذا الوصف!

كما أن الأكل والشرب لا يتفق مع الأجساد الروحانية التي تتحول إليها أجسادنا المادية في الأبدية ( 1كو 15: 44-49).

يقول الكتاب "إن لحمًا ودمًا لا يقدران أن يرثا ملكوت الله" (1كو 15: 50). إذن هذا اللحم والدم، وهذه الكروم والثمار، سوف تزول كلها في الأبدية. لأننا سوف نكون "كملائكة الله في السماء" (مت 30:22).

← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إنه على الرغم من وعد الله لإبراهيم، فإنه -هو وكل قديسي العهد القديم- أقروا أنهم غرباء على الأرض. وقيل أنهم يبتغون وطنًا أفضل، سماويًا (عب 11: 13، 16). وقيل عنهم أيضًا إنهم لم ينالوا المواعيد، بل نظروها من بعيد وصدقوها وحيوها (ع11:13) فإن كانوا سعداء بهذه الأرض، حسب وعد الله لإبراهيم، لماذا اشتهوا وطنًا أفضل، سمائيًا؟!

فإن كان قديسو العهد القديم يشتهون وطنًا في السماء، فكم بالأولى في العهد الجديد الذي كثرت فيه النصوص الإلهية عن ملكوت السموات، كما في (مت 5)، (مت 13) (مت 25). وقول الرب "افرحوا وتهللوا، لأن أجركم عظيم في السموات" (مت 5: 12) هل نقول له: لا يا رب نريد أجرًا على الأرض، حيث نبنى فيها بيوتًا ونغرس كرومًا!!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

يقول الرب "لا تكنزوا لكم كنوزًا على الأرض... بل اكنزوا لكم كنوزًا في السماء.." (مت 6: 20،19). فماذا إن كنا بعد الموت لا نتمتع بالسماء وكل كنوزنا في السماء مجمدة. وكل النعيم الأبدي هو على الأرض؟! هل نندم على كل ما كنزناه في السماء؟!

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

هناك أمر أهم من هذا كله. وهو أننا في الأبدية نكون مع المسيح.

حسب قوله "إن مضيت وأعددت لكم مكانًا، أتي أيضًا وأخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا، تكونون أنتم أيضًا" (يو 14: 3).

وأيضًا قوله للأب "أيها الأب أريد أن هؤلاء الذين أعطيتني يكونون معي حيث أكون أنا، لينظروا مجدي الذي أعطيتني.." (يو 17: 24).

فلو كان النعيم الأبدي على الأرض، سيكون السيد المسيح معنا على الأرض؟! وهل سننظر مجده على الأرض؟! إنه أمر غير معقول...

وهل كل آمالنا ورغباتنا في السماء سوف نفقدها بهذا النعيم الأرضي؟! وماذا عن قول القديس بولس الرسول "نثق ونُسرّ بالأولى أن نتغرب عن الجسد، ونستوطن عند الرب" (2 كو5: 8). ولم يقل نستوطن على الأرض...

St-Takla.org                     Divider فاصل - موقع الأنبا تكلاهيمانوت

إن السبتيين حينما ينادون بالملكوت الأرضي والنعيم الأبدي على الأرض، إنما يخيبون آمال الأبرار في السماء، وينكرون كل ما قاله الكتاب عن ملكوت السماوات. وهم يشبهون في ذلك شهود يهوه.

بل هم أسوأ من شهود يهوه الذين يقولون إن (القطيع الصغير) سيكون في السماء (أي الـ144 ألفًا). والباقون في النعيم الأرضي!

وهم أيضًا يخدعون أنفهسم، لأنهم في كتابهم يذكرون ما ورد في (رؤ 21: 23، 24) عن أورشليم السمائية. فهل أورشليم السمائية مسكن الله مسكن الله مع الناس، ستكون هي أيضًا على الأرض؟! حينئذ ماذا ستكون الأرض؟!


الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع

https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/heresies-of-seventh-day-adventists/earthly-paradise-response.html

تقصير الرابط:
tak.la/ghvjr79