وعقيدتهم في هذا الموضوع سنأخذها من كتابهم (مشتهى الأجيال) لإلين هوايت المعتبرة نبية الأدفنتست، وكلامها يُعتبر عقيدة عندهم. وقد كانت تقول دائما: "أخذت من الله... أرانى الله... أظهر لي الروح... إلخ".
وسنتعرض هنا إلى كلامها تحت عنوان (ليلة في البستان):
حيث تتحدث في إسهاب عن خوف المسيح، ورعبه ورعشته، ويأسه!! وتقول إنه كان خائفًا، مرعوبًا، منهارًا، يائسًا، لا يجد من يسنده، ولا من يصلى لأجله، ولا من يشفع فيه!!
وما ذكرته نبية الأدفنتست في هذا المجال هو اسوأ ما كتبته عن السيد المسيح الذي تصفه بأنه مشتهى الأجيال.
هي لا تتكلم عن لاهوت، إنما عن خيال، لا يثبته شيء من الكتاب. بل كلامها هو مجرد عواطف امرأة، تتخيل أن السيد المسيح كان في تلك الليلة ضعيفًا حزينًا يسيطر عليه التعب.
فلننظر الآن ماذا تقول إلين هوايت:
تقول من ص 649-650 عن السيد المسيح:
"أما الآن فقد بدا وكأنه ضعيف، بعيدًا عن وجه الله المعزى. وإذ أحس بغضب الله ضد العصيان، قال نفسي حزينة جدًا حتى الموت".
كان يترنح وكأنه يوشك أن يسقط... كل خطوة كان يخطوها الآن، كان يبذل فيها جهدًا عنيفًا. كان يتأوه بصوت عال، كأنما يتألم من ضغط حمل ثقيل. ولولا أن تلاميذه سندوه مرتين، لسقط على الأرض!!".
كل هذا مجرد خيال امرأة. ولم يحدث أن التلاميذ سندوا السيد المسيح. فقد كانوا نيامًا، وأعينهم ثقيلة (مت 26: 40، 43).
ثم تتمادى إلين هوايت فتقول إن السيد المسيح طلب من تلاميذه أن يصلوا لأجل أنفسهم ولأجله!
إننا لا نجد ولا مرة واحدة في الكتاب المقدس كله أن السيد المسيح طلب من أحد أن يصلى لأجله!
في ليلة آلامه، طلب من التلاميذ أن يصلوا من أجل أنفسهم: فقال لهم "اسهروا وصلوا لئلا تدخلوا في تجربة" (مت (26: 41). أي صلوا لأجل أنفسكم، لأن التجربة قادمة سريعًا، والشيطان مزمع أن يغربلكم كالحنطة (لو 22: 31). وكان قد قال لبطرس (أحد الثلاثة الذين كانوا معه في تلك الليلة) "ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك" (لو 22: 32). أما عن التجربة، فهي أنكم سترون معلمكم مقبوضًا عليه ومهانًا ومصلوبًا، ويبدو أمام الناس ضعيف... فصلوا لكي تجتازوا هذه التجربة دون أن يهتز إيمانكم... وفي كل ذلك لم يقل: صلوا لأجلى!
وبعد ذلك تقول إلين هوايت عن السيد المسيح:
"كان قبل ذلك يشفع في الآخرين. أما الآن فهو يتوق إلى من يشفع فيه. كان يخشى لئلا يعجز -وهي في طبيعته البشرية- عن الصمود في الصراع الذي كان قادمًا عليه. وإذ كانت نتيجة المعركة ماثلة أمامه، كانت نفسه ممتلئة بالرعب والذهول بسبب انفصاله عن الله. وقد قال له الشيطان... إنه سيكون هو ضمن رعايا مملكة الشيطان، ولكن يكون واحدًا مع الله فيما بعد" (!!).
عجیب خیال هذه المرأة التي يرونها نبية السبتيين!
هل من المعقول أن السيد المسيح كان يجول في فكره في لحظة من اللحظات أنه سيصير من رعايا الشيطان؟!
تتابع إلين هوايت خيالها فتقول عن السيد المسيح:
"وكان شعوره بغضب الله على الخطية يسحقه ويقضى عليه، وهو في شدة عذابه يتشبث بالأرض الباردة، كأنما يحاول منع نفسه عن الله بالأكثر..".
"إن القلب البشري يشتاق إلى من يعطف عليه في آلامه، وقد أحس المسيح بهذا الشوق في أعماق كيانه. وأتى إلى تلاميذه لعله يسمع منهم كلمات تعزية. وكان يتوق لأن يعرف أنهم يصلون لأجله. فإذ نهض عن الأرض بجهد مضن، سار وهو يتعثر إلى حيث كان قد ترك رفقاءه. كان في أشد الحاجة إلى عطفهم وصلواتهم "(!!)
تفكير الأدفنتست هذا، هو تفكير في المسيح كإنسان فقط، مجرد من لاهوته تمامًا. وليس كمجرد إنسان عادى، وإنما كإنسان ضعيف!!
وحتى من الناحية البشرية من أجمل الكلمات التي قيلت في الرسالة إلى العبرانيين عن آلام المسيح هي: "من أجل السرور الموضوع أمامه، احتمل الصليب مستهينًا بالخزي" (عب 12: 2). إنه سرور موضوع،أمامه، لأنه مقدم على خلاص العالم كله. لذلك احتمل الصليب مستهينا بالخزي.
ولا ننسى أنه كان عارفًا بكل شيء. ففي رواية غسله لأرجل تلاميذه في (يو13) قيل عنه "يسوع وهو عالم أن ساعته قد جاءت لينتقل من هذا العالم إلى الآب.." (يو 13 1) قام وغسل أرجل تلاميذه...
كان يعلم أنه سيصلب، وأنه سيقوم في اليوم الثالث. وكان يعرف المكان الذي سيقبضون عليه فيه. وفي قوته ذهب إلى هناك.
ذهب إلى نفس المكان، وانتظر إلى أن يأتي الوقت إذ كان يعرفه). وعندما جاء الوقت، قال لتلاميذه "قوموا ننطلق هوذا الذي يسلمني قد اقترب" (مت26: 46). وفي بسالة تقدم ليستقبل الجمع الكثير الذي جاء بسيوف وعصى... ويقول إنجيل يوحنا في ذلك إنه "خرج وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم من تطلبون؟ أجابوه يسوع الناصري. قال لهم يسوع أنا هو - فرجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض" (يو 18: 4 -6) وتكرر الأمر.
هل هذا كلام إنسان خائف؟! ثم أما كان بإمكانه أن يمضى وقد سقطوا على الأرض. ولكنه انتظر في ثبات وقوة حتى قبضوا عليه...
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
وأثناء القبض عليه، لم تفارقه قوته.
ولم يقبل دفاعًا من أحد. ولما حدث أن تلميذه بطرس (أحد الذين كانوا معه في البستان)، ضرب عبد رئيس الكهنة فقطع أذنه اليمنى، قال له الرب اجعل سيفك في غمده الكأس التي أعطانى الآب، ألا أشربها؟!" (يو 18: 10، 11). "ولمس أذن العبد وأبرأها" (لو 22:56). ووبخ تلميذه قائلًا "أتظن أني لا أستطيع الآن أن أطلب إلى أبى، فيقدم لي أكثر من إثنى عشر جيشًا من الملائكة" (مت26: 53).
فليخجل إذن هؤلاء السبتيون الذين يقولون إن السيد المسيح كان يتوق إلى من يساعده أو يعزيه أو يشفع فيه!!
إن السيد المسيح لم يكن خائفًا من الموت، بل سعى إليه لكي يتمم خلاص البشر. ولقد سبق فقال في إنجيل يوحنا:
"إني أضع نفسي لآخذها أيضًا. ليس أحد يأخذها مني، بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها، ولى سلطان أن آخذها أيضًا" (يو 10: 17، 18).
إن تفكير إيلين هوايت النسائي أو الطفولى، هو عكس ما نقوله في أسبوع الآلام، فنحن ننشد للسيد المسيح أنشودتنا التي نرتلها طوال أيام ذلك الأسبوع قائلين له "لك القوة والمجد والبركة والعزة إلى الأبد،آمين يا عمانوئيل إلهنا وملكنا..".
نعم، كانت له القوة أثناء القبض عليه، وكانت له القوة أثناء صلبه، وأثناء موته، وأثناء قيامته... ومن كانت له هذه القوة، لا يمكن أن يخاف الموت. وسوف نشرح ذلك.
ولكن (نبية الأدفنتست) تقول للأسف الشديد، في جرأة تقرب من التجديف:
قبل ذلك بقليل وقف يسوع كشجرة أرز قوية لا تتزعزع أمام عواصف المقاومة. أما الآن فكان يشبه قصبة مرضوضة!!
"أما الآن فقد أتت ساعة الظلمة ومرة أخرى أحس الفادي بحاجته إلى صحبة الأصدقاء، وإلى كلمات يقولها له تلاميذه تجلب له الراحة (!!).. قد ارتعبت بشرية ابن الله في تلك الساعة الحرجة. إنه لم يصل الآن لأجل تلاميذه لكي لا يفنى إيمانهم، بل كان يصلى لأجل نفسه المجربة المعذبة"!!
"ثم نطقت شفتا يسوع الشاحبتان المرتعشتان بهذا القول يا أبتاه إن لم يكن أن تعبر هذه الكأس إلا أن أشربها، فلتكن مشيئتك. وثلاث مرات ارتجفت بشريته وانكمشت أمام التضحية. وانطرح كمائت على الأرض. فأين كان التلاميذ الآن ليسندوا رأس معلمهم المعيي بأيديهم؟ لقد داس المخلص المعصرة وحده، ومن الشعوب لم يكن معه أحد"!!
هل هذه الصورة مقبولة من أحد؟!
السيد المسيح الذي هو معين من ليس له معين ورجاء من ليس له رجاء يحتاج إلى معونة من تلاميذه وقد ارتجفت بشريته وانكشمت!! وصار كقصبة مرضوضة!!
ليت إيلين هوايت تطلب المغفرة على هذا الأسلوب الذي تصف به "ملك الملوك، ورب الأرباب (رؤ 19: 16) القوى القادر على كل شيء.
صحيح أنه اجتاز المعصرة وحده. ولكن ليس بمثل هذا العجز والرعب!!
إنه لم يقصد به آلامه الشخصية... آلام الصليب وما سبقه، ولا آلام العار والإهانة. فهو كان عالمًا بكل ما يأتي عليه. وقد سبق وقال إنه سيصلب، وإنه سوف "يتألم كثيرًا من الشيوخ ورؤساء الكهنة والكتبة، ويُقتل وفي اليوم الثالث يقوم" (مت 16: 21). كل هذا كان معروفًا له، وقد صرح به.
أما قوله "نفسي حزينة جدا حتى الموت"، فكان يقصد بها حزنه من أجل منظر جميع خطايا البشرية منذ آدم إلى آخر الدهور كلها هذه الواقفة أمامه، والتي كان عليه أن يحملها...
إذن لم تكن الكأس هي كأس الصليب، ولا كأس الموت، بل بشاعة خطايا البشرية، بكل نجاستهم وكل زلاتهم وتجديفاتهم... من أجل هذه البشاعة كان حزينًا.
ولكن لا خوف على الإطلاق من الموت. فإنه لهذا قد جاء وعن هذا قال "أنا أضع نفسي من ذاتى" إنه جاء "لكي يطلب ويخلص ما قد هلك" (لو 19: 10). وطريق خلاص البشر أن يموت عنهم، وأن يدفع الثمن عنهم. وكما قال إشعياء النبي "كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقه والرب قد وضع عليه إثم جميعنا" (أش6:53). وهكذا "أُحصى مع أثمة. وهو حمل خطية كثيرين، وشفع في المذنبين" (أش53: 12).
لهذا يا أخوتى عندما تذكر هذه الكأس في أسبوع الآلام، إنما يذكر كل منا خطاياه، فهي جزء من القطرات التي كانت تملأ تلك الكأس... فهي ليست آلام الصليب، بل بشاعة الخطايا".
والعجيب أن (نبية الأدفنتست) تقول "كانت يد ذلك المتألم ترتعش وهي تمسك بتلك الكأس".. وعبارة "ترتعش" هي كلام من الخيال غير لائق بعظمة المسيح وقوته...
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/heresies-of-seventh-day-adventists/against-christ.html
تقصير الرابط:
tak.la/s5j79kr