النعمة هي معونة إلهية، هي عطية مجانية يهبها الله للإنسان، يسند بها إرادته الضعيفة وطبيعته المائلة، واحتياجه الدائم.
كل ما ينعم به الله على الإنسان هو عمل النعمة.
وقد تكررت عبارة النعمة كثيرًا في رسائل القديس بولس الرسول: في بدايتها أو نهايتها أو في كلتيهما...
فيبدأ رسالته الأولى إلى كورنثوس بعبارة "نعمة لكم وسلام من الله أبينا والرب يسوع المسيح معكم" (1كو 16: 23) وينهيها بعبارة "نعمة الرب يسوع المسيح معكم" (1كو 16: 23) وبنفس عبارته يبدأ رسالته الثانية (2كو 1: 2) وينهيها بعبارة "نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس مع جميعكم" (2كو 13: 14).
ويبدأ رسالته إلى غلاطية بعبارة "نعمة لكم وسلام، من الله الآب، ومن ربنا يسوع المسيح" (غل 1: 3) وينهيها بعبارة "نعمة ربنا يسوع المسيح مع روحكم أيها الأخوة، أمين" (غل 6: 18) (وبنفس البداية ابتدأ رسالته إلى أفسس. وأنهاها بعبارة "النعمة مع جميع الذين يحبون ربنا يسوع المسيح، في عدم فساد. آمين" (أف 6: 24).
وهكذا مع باقي الرسائل. مما يدل على أهمية النعمة.
النعمة عملت لأجل البشرية قبل وجودهم. بالنعمة خلقهم الله. لأنه أنعم على غير الموجود بنعمة الوجود.
فمن فَيض نعمته صرنا موجودين. إنها النعمة الخالقة.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
ومن عمل النعمة أيضًا رعاية الله الإنسان. لأنه لو تخلت نعمة الله عن الكون لحظة واحدة، لهلك فيها الكون. إن الله ممسك بالكون، حافظًا له، كضابط للكل، بنعمته الحافظة.
وكما تظهر نعمة الله في الخلق وفي الحفظ، تظهر في الدعوة وهناك أشخاص دعتهم نعمة الله، قبل أن يولدوا.
مثل بولس الرسول الذي قال "لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي ودعاني بنعمته." (غل 1: 15) ومثل أرمياء النبي الذي قال له الرب "قبلما صورتك في البطن عرفتك، وقبلما خرجت من الرحم قدستك، جعلتك نبيًا للشعوب" (أر 1: 5) ومثل يوحنا الذي كان "من بطن أمه ممتلئًا من الروح القدس" (لو 1: 15) ومثل كثيرين آخرين.
هؤلاء الذي سبق فرفهم، وسبق فعينهم" (رو 8: 29) مثل يعقوب أبي الآباء الذي اختاره الرب قبل مولده" (رو 9) وقد قال الرب يسوع لتلاميذه "لستم أنتم الذين اخترتموني، بل أنا الذي اخترتكم.." (يو 15: 16)
إذن الدعوة هي عمل من أعمال النعمة.
غير أن الدعوة إلى الخدمة هي لأشخاص معينين من الرب. أما الدعوة إلى الخلاص فهي لجميع الناس.
لهذا فإننا في قطعة (ارحمنا يا الله ثم ارحمنا) في آخر صلوات الساعات نقول عن الرب "الداعي الكل إلى الخلاص من أجل الموعد بالخيرات المنتظرة "إنه الله الذي يريد أن الجميع يخلصون، وإلى معرفة الحق يقبلون" (1تي 2: 4).
إن الله يدعو كل أحد لكي يخلص. جاء ليخلص العالم كله يحمل خطايانا العالم كله (يو 1: 19) "جاء يطلب ما قد هلك" (لو 19: 10) فالنعمة إذن تعمل في الكل ومع الكل، لأجل خلاصهم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/grace/essence.html
تقصير الرابط:
tak.la/b5mg3gy