وقد سلك هذا الإعداد على مراحل كثيرة، أراد الله لكل مرحلة منها أن ترسخ في العقول، بممارستها زمنًا كافيًا. وهذه هي المراحل.
1- أخطأ أبوانا الأولان فشعرا بأنهما عريانان، فغطيا عريهما بورق التين. ورأى الله أن أوراق التين لا تصلح "فصنع لهما أقمصة من جلد وألبسهما" (تك21:3). وطبعًا هذا الجلد نتج من ذبيحة. وهكذا تعلم الإنسان هذه القاعدة:
الخطية تسبب العُري. والذبيحة نتيجتها الستر.
2- بعد ذلك تعلم البشر تقديم الذبائح. وكانت أول ذبيحة ذكرها الكتاب هي تقدمة هابيل البار، الذي قدم لله "مَن أبكار غنمه ومن سمانها" (تك4:4). وهي التي قبلها الرب منه. وهنا أخذت البشرية الدرس الثاني وهو:
تقديم البكر ذبيحة، وتقديم الأفضل.
3- في الأمر بتقديم إسحق محرقة، قال الرب لإبراهيم "خذ ابنك وحيدك الذي تحبه، إسحق... واصعده محرقة على الجبل الذي أريك إياه" (تك2:22). وهنا أخذت البشرية فكرة عن مبدأ ثالث وهو:
تقديم الابن الوحيد المحبوب.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
4- نلاحظ أن كل الذبائح التي قدمت في سفر التكوين كانت كلها محرقات. والمحرقات تأكلها النار حتى تتحول إلى رماد (لا10:6). فلا يكون للإنسان نصيب منها.
كانت المحرقات كلها لله، تأكلها النار الإلهية لإرضاء قلب الله.
وهذه النار كانت نارًا مقدسة. وهي النار الأولى التي نزلت من السماء لتأكل المحرقة وظلوا يحتفظون بهذه النار، ولم يكن الله يسمح بنار غريبة (لا1:10، 2).
5- بعد هذا قدم لهم الله شريعة الفصح: كان الملاك المهلك سيخرج من تلك الليلة ليهلك الأبكار. أما نجاة أبكار العبرانيين، فكانت حسب أمر الله - برش دم خروف الفصح على أبوابهم. وقال لهم الرب في ذلك "حين أرى الدم أعبر عنكم" (خر13:12).
When I see the blood, I shall pass over you.
ومن هنا أخذ أسم الفصح Passover، ومنها البصخة. وأخذ العبرانيون درسًا آخر وهو:
الدم وسيلة للخلاص من الموت. إذ قد سفك دم الفصح، فداء لهم.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/god-and-man/redemption-preparation.html
تقصير الرابط:
tak.la/54d8q9r