وفيما بعد نرى بولس الرسول يقول "لأن فصحنا أيضًا قد ذبح لأجلنا" (1كو7:5). بالفصح بدأوا يعرفون معنى الفداء، إذ قد سفك دم هذه الذبيحة البريئة وماتت بدلًا منهم.
وأصبح معنى الفداء هو: بريء يموت عن مذنب.
6- ثم نظم الله لهم الذبائح في سفر اللاويين. بحيث أن كل ذبيحة منها تدل على عمل معين في قصة الفداء.
فأصبح مقدم الذبيحة يضع يده على الذبيحة ويعترف بخطاياه قبل أن تذبح. وهكذا تحمل الذبيحة خطاياه نيابة عنه. وأصبح الحمل الذي يذبح عنه يمثل الحقيقة الآتية:
بريء بلا خطية، ولكنه حامل خطية... أي خطية غيره.
وأيضًا بريء لا يستحق الموت، يموت عن مذنب محكوم عليه بالموت.
ثم يأتي أشعياء النبي فيتنبأ عن ذبيحة السيد المسيح فيقول "كلنا كغنم ضللنا، ملنا كل واحد إلى طريقه، والرب وضع عليه إثم جميعنا" (أش6:53).
هذا هو إذن الفادي الذي يحمل خطايا الجميع.
7- يقدم لنا الكتاب معنى آخر في يوم الكفارة العظيم (لا16).
فيما تحمله تقدمة (عزازيل). وهو الذي يضع هارون يديه عليه، ويقر عليه بكل ذنوب الشعب وكل سيئاتهم وخطاياهم، ثم يلقيه في البرية حاملًا كل ذنوبهم (لا20:16-22). ولا يعودون يرونه فيما بعد. وعن هذا الأمر يقول داود النبي عن الرب "كبعد المشرق عن المغرب أبعد عنا معاصينا" (مز12:103).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
8- كان لا بُد من مدى زمني يدرك فيه الناس معنى الفداء، وصفات الفدية التي ستقدم عنهم في شخص المسيح.
أجيال طويلة تمر عليهم، وهم يربطون الغفران بالدم، وبموت بريء عن مذنب، حاملًا خطاياه بدلًا منه. فمن تراه سيكون؟ لا بُد أنه من نسل الإنسان الذي حكم عليه بالموت، أي "ابن الإنسان". لذلك كانت كل امرأة تشتاق أن تلد ابنًا، لعله يكون هو المخلص، وهكذا أصبحت العاقر عارًا ثم زال بنبوءة أنه سيولد من عذراء. وقد أعلن هذا في سفر إشعياء النبي إذ يقول:
"ها العذراء تحيل وتلد ابنًا، وتدعو اسمه عمانوئيل" (أش14:7).
ويقول أيضًا "لأنه يولد لنا ولد ونُعْطَى ابنًا، وتكون الرئاسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيبًا مشيرًا، إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام. لنمو رياسته وللسلام، لا نهاية على كرسي داود وعلى مملكته..." (أش6:9، 7).
ومن قبل جاءت النبوة أن هذا الملك سيكون من سبط يهوذا، حينما قال أبونا يعقوب: "لا يزول قضيب من يهوذا، ومشترع من بين رجليه، حتى يأتي شيلون، وله يكون خضوع شعوب" (تك10:49).
وهكذا تتلخص علامات نسل المرأة الذي يسحق رأس الحية.
في أنه ابن الإنسان، ويولد من عذراء من نسل داود، من سبط يهوذا، وفي نفس الوقت إله قدير، بدمه ينال الخلاص. وهو يحمل خطايا الجميع، ويموت عنهم. ويبعد عنهم خطاياهم في يرونها فيما بعد.
وكثرت النبوءات والرموز التي تعد فهم الناس.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/god-and-man/idea-of-redemption.html
تقصير الرابط:
tak.la/yknat74