ذات مرة، كنت أسير معه في شارع شبرا (قبل رهبنتي)، لنذهب سويًا لتأدية واجب من الواجبات. وإذا ببعض الأطفال يصيحون وراءنا بألفاظ نابية. فنظرت إلى خلف بحدة لكي انتهرهم. فإذا به يقول لي: [يا ابني أنت زعلان ليه، إذا كنت أنا فرحان أن الله استخدمني لكي ينبسط هؤلاء الأطفال]..!
فتعجبت كيف أنه حتى شتيمة الأطفال وصراخهم، حولها لقلبه
+ ومهما لقي من إساءات، كان بصفة مستمرة يصفح من كل قلبه عن المسيء، ولا يحمل له في قلبه أي حقد.
+ وإذا أحس بأنه قد أساء إلى أي شخص، بأية كلمة أو بأي تصرف صدر منه ولو عن غير قصد، أو إذا أحس بأن لأي شخص قد تضايق منه، ولو بدون مبرر، كان يسجد أمامه على الأرض، أو يذهب إلى بيته، ويطلب منه الصفح.
لما كان أمينًا لمدارس أحد ههيا، حدث أثناء إقامة حفل صغير لتوزيع هدايا على تلاميذ مدارس الأحد، كل حسب سلوكه ومواظبته وتقدمه في الدراسة، أن أحد آباء الأطفال، الذي لم يحظ ابنه بجائزة أو هدية ثمينة، قال: [ميخائيل أفندي موظف، وزع الهدايا على أولاد البلد].. فسمعه قديسنا، ولكنه لم يشأ أن يعكر بهجة الحفل وفرح الأولاد.
وقبل أن تغرب الشمس، اصطحب احد الخدام وتوجها إلى منزل ذلك الوالد، طالبًا منه الصفح والمسامحة. فما كان مِنَ ذلك الوالد إلا أن قام باكيًا بين يديه معتذرًا عما بدر منه.
وكان هذا درسًا طيبًا للخدام في سلوكهم ومعاملاتهم.
عدلى عبد المسيح
مدرس أول بههيا
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/fr-mikhail-ibrahim/tolerance.html
تقصير الرابط:
tak.la/6hq5qs3