لما كنت أعمل معه في ههيا سنة 1944، كنا نسير معًا. فلما وصلنا إلى منزله، دعاني إلى تناولي العشاء معه. ولما رآني ممتنعًا، قال لي: [أنت مش عاوز تيجي ليه؟ إللي هاكل منه، راح تأكل منه]. وإزاء محبتي للرجل نعم تشجعت وصعدت معه إلى مسكنه في الطابق الثاني.
ثم جاءني ببعض خبز مرحرح على عادة الريفيين، ثم طبق مش وبه قطعة جبنة قديمة. وقال لي: [اتفضل كل. هو ده الأكل إللي كنت راح آكل منه].
كانت هذه بداية الحب العميق والثقة الكبيرة التي ربطتني به مدى أكثر من ثلاثين عامًا، إذا شعرت أنه صادق. ولم يأخذه الحياء في أن يقدم لضيف يأتيه
أعجبني فيه روح البساطة. فهو إنسان مسيحي، لا يتكلف ولا يرائي. ولا يحاول الظهور بمظهر آخر غير طبيعته الأصلية. فهو صادق مع نفسه، كما هو صادق مع غيره...
أذكر أنه حينما كان يزفه الأطفال أحيانًا بالكلمات المعهودة الشائعة، أثناء سيره في الطريق، كان يبدى فرحًا ومحبة إذ يقول: [لقد تسببت في فرح ومسرة هؤلاء الأطفال..]
القس اسطفانوس عازر
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/fr-mikhail-ibrahim/simple.html
تقصير الرابط:
tak.la/py7k3ad