من الأخطاء الواضحة أن إنسان قد يوصف بالبساطة، ولا تكون له حكمة، بل تكون بساطته لونًا من السذاجة... وتؤخذ عليه بعض التصرفات. ويحاول الناس أن يعذروه. قائلين أنه بسيط...
ليست هذه البساطة الحقيقية، فالإنسان الروحي يكون بسيطًا وحكيمًا، كما دعانا الرب قائلًا: "كونوا بسطاء وحكماء" (مت 10: 16) ولا تناقُض.
فالبساطة هي عدم التعقيد، وليست عدم الحِكمة.
البساطة المسيحية بساطة حكيمة. والحكمة المسيحية حكمة بسيطة. ومن الجائز أن يقول إنسان كلامًا حكيمًا جدًا، وبأسلوب بسيط.
تكون له حكمة في عقله، وبساطة في قلبه...
يتصرف في عمق الحكمة، وبكل بساطة، حكمة ليس فيها تعقيد الفلاسفة وإنما في بساطة يمكن أن يفهمها الكل.
كذلك ليست البساطة أن تصدق كل شيء بلا تفكير، أو تعطي مجالًا للبعض أن يخدعك أو يلهو بك. إنما مع بساطتك مع الناس تكون مفتوح العينين حاضِر الذِّهن. تستطيع أن تُمَيِّز الذئاب التي تلبس ثياب الحملان...
وفى حكمته لا يعيش في جو من الشك والحذر والظنون.
إنه لا يخلط الأوراق، ولكن يرتبها...
عبارة "المحبة تصدق كل شيء" (1كو 13: 7) يفهمها من جهة الله، ففي محبته لله، يصدق كل وعوده وكل معجزاته. ويصدق أن التجارب التي يسمح بها للخير. أما من جهة الناس، فإلى جوار "المحبة تصدق كل شيء"، يضع قول الرسول "لا تصدقوا كل روح، بل ميزوا الأرواح هل هي من الله..." (1يو4: 1) وأيضًا "امتحنوا كل شيء، وتمسكوا بالحسن" (1تس 5: 21).
ببساطة يطيع. ولكن أيضًا يخلط الطاعة بالحكمة.
كما قال الرسول "أطيعوا والديكم في الرب" (أف 6: 1). وأيضًا "ينبغي أن يطاع الله أكثر من الناس" (أع 5: 29).
الشخصية المتكاملة لا تُقاد بفضيلة واحدة.
بل كل فضيلة يمزجها بالحِكمة والمحبة والاتضاع.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/spiritual/wisdom.html
تقصير الرابط:
tak.la/yd6mw5v