مثال أيوب
أيوب النبي العظيم، حينما كان معتزًا ببره وعظمته، ألقي إلى التجارب والضربات... عندما كان يغني ويقول: "ليتني كنت كما في الأيام السالفة... إذ غسلت خطواتي باللبن، والصخر سكب لي في جداول زيت. حين كنت أخرج إلي الباب وأهيئ في الساحة مجلسي... صوت الشرفاء اختفى، ولصقت ألسنتهم بأحناكهم. لأن الأذن سمعت فطوبتني. والعين رأت فشهدت لي... لبست البر فكساني. كجبة وعمامة كان عدلي" (أي29: 1-14).
وحينما يقول أيضًا في اعتزازه بقوته وعدله "همشت أضراس الظالم ومن بين أسنانه خطفت الفريسة" (أي29: 17)... وحينما كان يكرر عبارة "أنا".. "أنا"...
عندما كان أيوب يقول هذه العبارات، توبخ من الرب، لأنه " كان بارًا في عيني نفسه" (أي32: 1) (أي38: 2).
ولكنه أخيرًا رفض ذاته، وقال للرب: "الآن... أرفض وأندم في التراب والرماد" (مز42: 6).. لما وصل للتراب والرماد، حينئذ رفع الرب عنه التجربة... " ورد الرب سبي أيوب، وأزاد على كل ما كان له ضِعْفًا" (أي 42: 10).
لأنه لما وصل إلي التراب والرماد، وصل في نفس الوقت إلى قول داود: إرحمني يا رب فإني ضعيف.
قديمًا كانت له مهابته وعظمته التي قال فيها " رآني الغلمان فاختبأوا، والأشباح قاموا ووقفوا. العظماء أمسكوا عن الكلام، ووضعوا أيديهم علي أفواههم" (أي 29: 8، 9). أما الآن فإنه تراب ورماد... وصل أخيرًا إلي حقيقته.
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
نصيحتي لكل إنسان: انس قوتك. انس العظمة التي أنت فيها، أو التي تشتهيها.
إن أُعْطِيت سلطة لا تستخدمها، أعني لا تستخدمها الاستخدام الذي يرفع نفسك.
لا تقو على غيرك. لا تضع أحدًا تحت قدميك. لا تتكبر على أحد. لا تحاول أن تغلب باستمرار وأن تنتصر كل حين، وفي كل مجال تظهر شخصيتك وقوتك... لا تذل أحدًا... بل أتضع أمام كل أحد. وقال أمام الله كما قال داود ارحمني يا رب فإني ضعيف.
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/do-not-rebuke-me-in-your-anger/job.html
تقصير الرابط:
tak.la/28mr6q6