عندما لا أجد عونًا من البشر، أرفع عيني إليك أنت يا من كلك محبة، يا مَنْ لك القوة والقدرة، لان غير المستطاع عند الناس هو مستطاع عندك (لو 18: 27)
وعندما أتعب من مضايقات الناس، أرفع عيني إليك، أنت يا مصدر العدل، يا من تحكم للمظلومين. أنت الذي ترى التعب الذي أنا فيه، والذل الذي أنا فيه،
(لأننا كثيرًا ما امتلأنا هوانًا)..
وعندما تضغط الخطية، ولا أجد نصرة، ويفشل الجهاد ويشل الإرشاد، أرفع عيني إليك، أنت الذي من عندك المغفرة، وأنت الذي تنضح على بزوفاك فأطهر وتتوبنى فأتوب (ار21: 18).
هناك أشخاص عندما تصدمهم المشاكل يفكرون في حلها بطرق أرضية بشرية. وهناك أشخاص آخرون يرفعون أعينهم إلى فوق...
لذلك، عندما تعجز كل طرقك البشرية، عندما يتعب ذراعك البشري: وعندما يتخلى عنك كل أصدقائك البشريين أو عندما يفشلون في معونتك، اصرخ حينئذ وقل:
(إليك رفعت عيني يا ساكن السماء) والأفضل من هذا كله، ألا تنتظر حتى تتعب. بل وفر تعبك على الأرض، ومن بادئ الأمر، إرفع نظرك إلى فوق، وقل: (إليك رفعت عيني يا ساكن السماء)
إنه توجيه جميل يلفت به الأب الكاهن أنظار الشعب المصلى أثناء القداس الإلهي، فيقول لهم: (أين هي قلوبكم؟)..
فيجيبون جميعًا: (هي عند الرب).. إطمئن يا أبانا الكاهن، فنحن ناظرون إلى فوق... الله وحده يعلم أين تكون قلوبنا في ذلك الوقت. ولكنها على الأقل تذكره لازمة لنا لكي نرفع قلوبنا وعيوننا وأفكارنا إلى فوق... متذكرين قولنا إلى الآب عن ربنا يسوع المسيح نفسه:
(ورفع نظره إلى فوق، إلى السماء إليك).
Afjoust `e`pswi `e`tve harok.
وفي معجزة إشباع الجموع من الخمس خبزات، يقول عنه الكتاب أيضًا:
(ورفع نظره نحو السماء) (لو 9: 16).
← انظر كتب أخرى للمؤلف هنا في موقع الأنبا تكلا هيمانوت.
تأملوا كيف أنه لما حاصرت جيوش العدو مدينة السامرة: نظر حيجزي إلى الأرض فرأى خيول العدو ومركباته، فارتعب. أما أليشع رجل الله فنظر إلى فوق، وحينئذ قال لجيحزي:
(لا تخف، لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم) (2مل 6: 16) وإذا الجبل مملوء خيلا ومركبات نار حول أليشع...
ليس في حالة طلب المعونة فقط نرفع أعيننا إلى ساكن السماء، بل في كل حين، في وقت الصلاة وفي غير وقت الصلاة، باستمرار نجعل عيوننا متعلقة بالرب.
صدقونى، لو جعلنا هذا المبدأ باستمرار، ما كنا نستطيع مطلقا أن نخطئ، شاعرين أن الرب أمامنا في كل حين...
إننا نخطئ لأننا نظراتنا كلها مركزة في التراب، في الجسد وفي المادة. كل الذي يشغلنا هو شهوة الجسد وشهوة العين وتعظم المعيشة (1يو 2: 16)
إن حاربتك خطية، وأتعبتك جدًا، وعندئذ نظرت إلى فوق، فلا بُد أنك ستخجل ولا تستطيع أن تكمل الخطية. ستقول: (هوذا الله يراني. كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله؟) (تك 39: 9). وهكذا تنسحق نفسك، وتخاف الله الذي يقول لك: (أنا عارف أعمالك) (رؤ 3: 1).
وفي نفس الوقت الذي تقول فيه وأنت منسحق: (إليك رفعت عيني يا ساكن السماء) يكون ساكن السماء أيضًا ناظرا إليك.
لأنه هو (ساكن في الأعالى، والناظر إلى المتواضعات) (مز 112) إن المنسحقى القلوب، هم الذين ينظر إليهم الله، لأنه هو نفسه الذي قال: (إلى هذا أنظر: إلى المسكين والمنسحق الروح والمرتعد من كلامى) (إش 66: 2) إلى هذا المسكين المذلول الذي لا يثق بقوته، الذي يصرخ في كل حين: (إليك رفعت عيني يا ساكن السماء).
الكتاب المقدس: بحث، تفاسير | القراءات اليومية | الأجبية | أسئلة | طقس | عقيدة | تاريخ | كتب | شخصيات | كنائس | أديرة | كلمات ترانيم | ميديا | صور | مواقع
https://st-takla.org/books/pope-sheounda-iii/contemplations-vespers/lift-up-my-eyes.html
تقصير الرابط:
tak.la/w2y5fgs